Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

أنحو قوميّةٍ إنسانيّة؟!

…متى تمّ للأمم المقهورة أن تُرفع عن أعناقها أقدام الغزاة، فسوف تعود الرّوح القوميّة الثّائرة إلى حالتها السّويّة وتنساب بهدوءٍ في مجاري الإبداع والخلق الإنسانيّين!

هذه هي الحقيقة الوجوديّة التي تعيشها غزّة المنكوبة في المرحلة المقبلة من الزّمن الذي يعتبر غير منطقيٍّ بعدما حوّل دموع الأطفال إلى ينابيع من القهر الوجوديّ الذي ديونه دُفعت من دم الأطفال الأبرياء الذين وُجدوا في هذه الحياة لكي يكونوا الحافز الذي سيدفع أثمان الزّعماء! وما دام صراع الأمم هو صراعٌ على تثبيت مبدأ السّيادة ورغبة القويّ بظلم الضّعيف وإجبار المظلوم بالدّفاع عن بقائه ضدّ القويّ، فهذا الوجه السّلبيّ من الرّوح القوميّة لا يمكن أن يزول وإنّما سيبقى؛ لذا فإنّه ناموس الحياة يجري مع كائناتها، وهو أعظم نواميس الحياة القاتمة وأجدرها بالدّيمومة؛ لأنّه مجد الأمم الواهي.

والحقيقة أنّ صورة الصّراع في غزّة همّها التّسابُق على السّيطرة والاستعمار بحدّةٍ لا توصف، فإنّ الاستعمار في جميع أشكاله يقاوم وهو يتراجع إلى الوراء متخليًّا في كلّ خطوةٍ عن صورة كالحةٍ من صور استعماره، وها هي الفكرة القوميّة المزعومة التي تقوم بدورها اللاّإنسانيّ في إرجاع المدّ الاستعماريّ إلى شطوطه الأولى. لذا، وفي القريب العاجل سوف تجد الرّوح القوميّة نفسها أمام غروبٍ أبديٍّ للتّحدي الدّمويّ، ولرغبة السّيطرة والتّعدي، لتبدأ مهمّاتها الأخرى في إبراز روح الأمّة المزيّفة في الانتاج السّياسيّ والثّقافي، عبر إقامة بناءٍ منسجم الأجزاء، متعدّد الوجوه والألوان للمدنيّة البشريّة المنتظرة.

هذا ما تريده دولة إسرائيل في شرقنا، وهذا الذي ملامحه لم تعد، تميّز بين الألوان، وكأنّ لون الأحمر أصبح المهيمن على ساح غزّة، و كلّ هذا من أجل الحصول على بقعةٍ أوسع، لأنّ الحدود لم تعد مقياسًا للأطماع المدمّرة!

وبالنهاية: “بحرب لكبار شو ذنب الطّفولة”.

صونيا الاشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى