إجرام بيئي لمشاريع وهميّة!
باتَ عليْنا الإعترافُ أنّنا لا نستحقُّ هذا الكوكب العظيم بمكوّناته وجمالاته وثرواته!
لقد تفاقمت في الآونة الأخيرة الحملاتُ البيئيّةُ المناهضةُ لأعمال الإجرام التي تَلْحَقُ بالبيئة حول العالم، وبخاصّةٍ الحرائق التي لَحقت بغابة الأمازونيا في البرازيل، التي تزوّد الإنسان السفّاح في العالم حوالي 20% من الأوكسيجين الصّافي عصب الحياة الأرضيّة.
تتسارعُ الإعتداءات على حقوق الإنسان بالتمتّع ببيئة سليمة ونقيّة مياهًا وتربةً وهواءً وغاباتٍ، وبالتّالي الإعتداءات المتكرّرة ضدّ مواطنين بيئيّين مناهضين لكلّ أعمال التّدمير الطّبيعي بالضّرب والشّـتم: على صعيد الكسارات غير الشّرعيّة وبغالبيّتها السّاحقة، والتي تعملُ بغطاءٍ سياسيّ عنيدٍ، نذكر منها على سبيل المثال: المقلعُ الوحشيّ الذي شوّه تلال وأحراش الصّنوبر على أوتوستراد المتن السّريع، وكسّارات بو ميزان التي انتزعت متعةَ التّأمّل الأخضر النّسكيّ من عيون عشّاق الطّبيعة وكسّارات ومقالع ومعامل “التّرابة” في منطقة شكّا التي حوّلت جبالَها وتلالَها وغاباتِ السّنديانِ فيها إلى صحراءَ من الحصى الأبيض وكسّارات وحش المال نقولا فتّوش في عين دارة، إلخ. وعلى صعيد شقّ الطّرقات والأوتوسترادات وأعمال “التزفيت” في المناطق اللّبنانيّة والتي تقضِمُ المساحات الخضراء بشكلٍ عشوائيّ تحت ذريعة: “العهد القوّي”. وعلى صعيد مشاريع بناء الجسور الوهميّة والتي ستقضم هكتاراتٍ من المساحاتِ الخضراء في لبنان وبخاصّة مشروع سدّ بسري الذي لن يحصلَ. فَلَهُوَ من سابعِ المستحيلاتِ من اليوم فصاعدًا المسّ بحبّة تراب من طبيعة هذا الوطن المجيد والمُمَجّد.
هذا غيضٌ من فيضِ فسادٍ بل إجرامٍ بيئيّ متغطرس تحت مشاريعَ وهميّة تدرّ الأموال الطّائلة على جيوب و”كروش” السياسيّين، تحت ذرائع فضفاضة. على أيّ حال، فالطّبيعة الأم ستنتقم لنفسها لا محالة وتعيدُ بذلك نظامَها الطّبيعيّ الأوّليّ منذ التّكوين، والأهم ستدفُنُ تحتَ ردمِهَا تجّارَ العهد وسواهم من المُفسدين.
إدمون بو داغر