Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

الزمن غدّار مثل آذار!

لا تزال المنظومة الحاكمة على موقفها بتجميد المؤسسات بل نسفها كي تلعب كما تشاء في الكواليس وتنهش ما تبقى من بلد مقسّم مفلس، وشعب منهك مكسور. اللعب على وتر الطائفية والمذهبية سمح لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي كما للثنائي الشيعي، وشركائهما، التفرّد بالقرار تارة واللجوء الى الفراغ طورا، في عملية توزيع مصالح لم يشهد لبنان مثيلا لها.

صحيح أن الرئيس الراحل رفيق الحريري نسّق ببراعة مع “حزب الله”، لكن السوري كان يسيّره بين الألغام.. إلى أن انحرف عن المسار معتبرا أنه أكبر من أن يُغدر، “فغادروه”. وهذا ما سيحصل لمن يلعبون بالنار اليوم معتبرين أنهم “محميون”.

ستشهد المرحلة المقبلة تصفية رؤوس من الصف الثاني والثالث دخلوا دائرة الخطر. منهم من يدفع الثمن دما، ومنهم من يحيّد تقديرا “لخدماته الدولية”. علما ان دور الأسياد قادم لا محال.

بري اذكى من أن يفوته اننا دخلنا في زمن غدّار مثل آذار.

الاحتكار يولّد الإنفجار!  

بلد قائم على الاحتكار، ومسيّر من تجّار-هيكل جشعين مستعدين ان  يدمروه على رؤوس الجميع. انها لعبة بل مأساة مرفوضة، حتى من قبل الدول الكبرى التي تنعتهم بـ “تجار الكون”. لقد تخطى المسؤولون اللبنانيون جميع الخطوط الحمر التي رسمت لهم.

صحيح أن المنظومة الحاكمة لعبت على استمرار الخلافات الدولية حول الوسيلة، لكن الهدف لا يزال واحد : لبنان ليس حكرا لأحد. والاجتماعات المكثفة والمتنوّعة في باريس لدول القرار من أجل لبنان، تنذر بتحرك جدي لإنهاء هرطقة الحثالة الحاكمة.

الاحتكار من قبل القطبين الحاكمين السني- الشيعي سيوّلد انفجارا وفوضى عارمة إن لم يستدركا الأمر سريعا. ومن بعده ولادة جديدة للبنان، ولو قيصرية. على امل ألا يطول أمد النزيف الحالي، لأن الشعب سئم تكاليف الحياة التي حولوها الى جحيم.

جوزف مكرزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى