الرهان الخاطئ !
يبدو ان حكومة الدياب باقية بانتظار بديل جدي، كما يبدو انها تدرس امكانية تغيير مسار البلاد شرقا.. ام انها بكل بساطة تناور للضغط على الولايات المتحدة؟ ما نخشاه هو ان يسفر هاجس المقامرات لدى رئيس الوزراء العنيد، ورهاناته الخاطئة، الى تحدي الدول العظمى التي قد تسحب “مظلّة أمنية” حيّدت عنا الويلات منذ اندلاع الحرب السورية وما قبل. علماً ان التبادل التجاري الحميد مع العراق لا يُعتبر تغييراً في نهجنا التاريخي.
وكما توقّعنا أدت حرب الأرقام، الناجمة عن تخلّف أخلاقي وإداري، الى “خراب البصرة” وتشتت ما تبقى من آمال بالتوصّل الى حل قريب للأزمة المالية الخانقة. النتيجة الأولى تجسّدت في استقالة مدير عام المالية لاقتناعه بأن المسؤولين لا يريدون حلاًّ جديا بل يصرّون على حماية المنظومة الفاسدة من سياسيين ومؤسسات مالية شريكة في الجرم. والنتيجة الثانية الكارثية هي تعليق الحوار من قبل صندوق النقد الدولي الذي يشتكي من انعدام الشفافية، وسوء النوايا، والهروب من الإصلاحات الموعودة.
الرهان الصحيح !
راهن آلان بيفاني، كما المؤسسات الدولية، على صحوة ضمير المسؤولين اللبنانيين في الآونة الأخيرة. لكن الآمال سقطت كون الضمائر بيعت في سوق الحثالة، ولم يبقَ سوى وهم “المعجزة اللبنانية” التي بَنينا على ضفافها قصورا من رمل جرَفتها المياه عند اول عاصفة. رغم ذلك لبناننا لم ولن يموت. كلامنا هذا غير نابع عن تفاؤل سذج بل يعيدنا بضع سنوات الى الوراء عندما قالت لنا مسؤولة مرموقة لدولة عظمى في حديث خاص: “ظننا مرارا عبر التاريخ ان لبنان انتهى ويمكننا دفنه، لكن دماً كان لا يزال يسري في عروقه، ومن المستحيل دفن جثت لا تزال تنبض روحا. هذا الدم وهذه الروح هي أنتم، اللبنانيون الشرفاء والشجعان. انكم، بمقاومتكم الكوارث، تَحولون وحدكم دون اضمحلال بلدكم.”
وسنبقى على هذا الرهان !
جوزف مكرزل