الـ “مبسوط” الذئب.. والذئب المبسوط!
في طرابلس ظهَر ذئب فأرهَب سكّانها وجرَح بعضهم وقتَل أربعة عسكريين! قالوا أنه منفرد! وقالوا أنه غير متّزن عقلياً! وقالوا أنه مريض نفسياً! وتباروا وتبارزوا بالقيل والقال! واستنكَروا وتنكّروا ونكَروا!
واللافت أن هذا الذئب كان مسجوناً ومن ثم موقوفاً وخرَج من القفص ليسرَح ويمرَح (المفروض أن يكون تحت المراقبة) فاشترى السلاح والذخائر وتنقّل على دراجة نارية ونفّذ ما في رأسه من فكر داعشي وأفرَغ ما في قلبه من حقد إرهابي مارسه وتمرّس به بمشاركته في الحرب السورية!
وكم من ذئب لا يزال يَصول ويَجول في الشوارع وبين البيوت وداخل المخيّمات وخارجها؟! في وقت تجهد القوى العسكرية والأمنية بكل إمكانياتها لكشف وتوقيف تلك الذئاب المستترة! وللمفارقة أن هناك مَن يُطالب بالإفراج عن ذئاب موقوفة وهنالك مَن يمنحها أسباباً تخفيفية! تحت حجج إنسانية وشعارات طائفية ونظريات مذهبية ومصالح سياسية!
..وفي المقابل تنشط ذئاب من نوع آخر، ذئاب سياسية وزعماتية وإقطاعية وطائفية تنهش بأنيابها اللبنانيين الخِراف، المطلوب منهم أن يصدّقوا أن هذه الذئاب تحميهم! وهي تدّعي ذلك! وهذه الذئاب إن اجتمعت فيكون اجتماعها وتجمّعها على حِساب مجموعة الخِراف، فيُسلَخ جلدها ويُنهَش لحمها! وإن انفرَدت وتفرّقت يكون ذلك من حِساب الخرفان التي تنساق غرائزياً وراء ذئابها! تُصفّق لها وتهتف بحياتها! فتُطحن عظامها وتُسرق مدخراتها!
لم تكتفِ تلك الذئاب بالمدنيين فحاولت مدّ يدها إلى جيوب العسكريين في محاولات مُخزية تطعن في الظَهر مَن يواجه ذئاب الإرهاب في صدره!
سقطَ الـ “مبسوط” الذئب، وكم من ذئب “مبسوط” يحلم ببَسط إمارته التكفيرية .. وكم من ذئب “مبسوط” يسعى لبَسط أمبراطوريته الإقطاعية والمالية؟!
انطوان ابوجودة