انفجار المرفأ ليس صدفة!

عندما انفجر مرفأ بيروت في الرابع من آب مدمرا نصف عاصمتنا، سمعنا كما الكثيرين هدير طائرات. اعتبر الخبراء آنذاك انها صدفة مبرئين إسرائيل “لعدم توفر الأدلة” رغم تغريدة لرئيس وزراء الدولة العبرية تثير الشكوك. وبمعزل عن نظريات المؤامرات، يبقى السؤال الأهم: “من المستفيد من الجريمة؟”.

انطلاقا من الدلائل المتوفرة، الانفجار بنظرنا ليس وليد صدفة، وقد اتى في الوقت المناسب للإسرائيلي الذي غمرته فجأة موجة “حنان” عربي، واكبها كلام حول اعتماد مرفأ حيفا للترانزيت الخليجي.

اما الصدفة الثالثة فأتت من السويس حيث جنحت فجأة باخرة، بشكل مشبوه بحسب السلطات المصرية، أغلقت القناة لعشرة أيام. هذا الحدث، الذي اعاق الاقتصاد العالمي، اثار جدلا حول إيجاد سبل بديلة. فسارعت إسرائيل باقتراح.. طريق عبر حيفا.

تزامنت سلسلة “الصدف” هذه مع حرب باردة بين اميركا والصين. في وقت أدرجت بكين لبنان ضمن مشروع “طريق الحرير” عارضة عشرات المليارات لتأهيل مرفأ طرابلس وربطه ببيروت وسوريا فأوروبا والشرق الادنى من خلال شبكة سكك حديد.

اما العرض الألماني-الفرنسي لإعادة اعمار مرفأ بيروت فيأتي في خضم كباش اممي يشمل سوريا وروسيا وإيران، ابعاده جيو- اقتصادية تلعب فيها المرافئ، وسكك الحديد، والثروات الغازية، دورا اساسيا يستدعي اتخاذنا اقصى درجات الحيطة والحذر.

انقذوا مرفأنا!

صحيح ان “في لعبة الكبار يجب ان نحفظ رأسنا” لكننا لا نستطيع طمره في التراب كالنعامة لأننا في وسط الملعب. لذا، بدل ان نتلهى بالقشور، علينا لملمة ما تبقى من قدراتنا لنكون من اللاعبين لا الكرة التي يتقاذفونها.

اقترح العبقري موريس الجميّل في السابق مشروعا لردع اسرائيل، يقضي بدعوة شركات عالمية للاستثمار في الجنوب، لأنها ستحمي مصالحها. من هنا ندعو ما تبقى من دولتنا ان “تهبش” الفرصة المتاحة من قبل فرنسا والمانيا الصديقتين لاستعادة دور مرفأنا، قبل ان ينهي عليه الاعداء في الداخل والخارج.

جوزف مكرزل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى