المسيح لبنان العالم؟

هو الأزليّ، حين اختار طوعاً التجسّد لفداء البشريّة العاصية، لم يُعطَ مجداً من عالمنا الّا “مجد لبنان”.رائحته عصفت به “كرائحة لبنان”، هو الحبيب “المرتفع حكمةً كأرز لبنان”.

هنا، في لبنان، “أظهر مجده، فآمن به تلاميذه”، حين اضُطّر “لتقريب ساعته”، إذ الّحت عليه والدته لأجل ذلك في قانانا، مدشنّأً حياته العلنية فصح فداء لأنسانيّتنا، بالخمرة الجديدة، عصارة طيبِ الارض وتعبِ الانسان التي ستغدو دمه، عرساً ابدياً علامةَ قيامتنا.

هنا، في لبنان، تحدّته ابنة صور بإيمانها الصخريّ، في عمق ضيقها، إذ اراد امتحانها، فكرّسته مخلّص الأمم قاطبة. بعدها، لا حدود للخلاص ولا أفق، بل لانهائيّة الرحمة.

هنا، في لبنان، تجلّى على حرموننا، قمّتنا الأعلى التي حرمها الآب على موسى، ومن حُرمه اسمها. فما كان من بطرس، “صخرته التي عليها بنى كنيسته”، الاّ أن هتف: “جيّد لنا ان نكون هنا!”

وهنا، في لبنان،على سفح جبله، اعترف له بطرس، بإسم الكنيسة، انّه “المسيح إبن الله الحي!” كفاية الدهور، وكنه الجنس البشري.

به، بات لبنان “جبل الطيوب واللُبان”، ليبنون اي “قلب الله”… وكلمته: نبضه الفاعل وفعله الناطق بالحقّ.

لبنان صورته، وهو مثاله.

فيا فريسيّو الألفية الثالثة، ايّها “المراؤون”، يا من “ترسلون الى جهنم لا الى الملكوت”، يا من “تصفّون البعوضة وتبلعون الجمل”، فيما انتم “قبور مكلّسة” و”تتصدّرون المجامع”،

 ويا هيرودوسيّو الألفية الثالثة وابناءهم، ايها “الثعالب” الذين تريدون لكم “ما لقيصر وما لله”، وقد نصّبتم أنفسكم آلهة، بالباطل تنطقون، وله تسجدون، فيما اورشليمكم “قاتلة الأنبياء، وراجمة المرسلين اليها”:

قد تتجرأون على ابناء لبنان، “ابناء المسرّة”، الذين لهم “مجد الله في الاعالي، ولأرضهم سلامه”، لكنكم لن تقووا على لبنان لأنّ لبنان هو مسيح العالم، كما انّ المسيح هو لبنان العالم.

واعلموا انّه لا خلاص للبشرية الّا بالمسيح، كما لا خلاص للعالم الّا بلبنان!

غدي م. نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى