لنتفاءل…!

لنتذّكر ولنتفاءل: يقول النبيّ إشعيا: “أبلحظةٍ يتحوَّلُ لبنانَ جنائنَ، والجنائنُ تُعدُّ غابًا (…)” (إشعيا 17:29). ليسَ الله بظالمٍ أبدًا ليسمحَ بأن يمرَّ لبنان بكلّ هذه الإختبارات القاسية بدون سبب؛ دعونا من تحليل الأسباب، فهي كثيرة وتعودُ كلُّها إلى حكمة في قلب الله… ولكن ما يعنينا في هذه الآية، ونتوجّه للمؤمنين قبل المُلحدين، أنّ لبنان عمّا قريب سيُصبحُ جنّةً، وما أدرانا ما هي الجنّة بجمالها وغِناها وثمارِها وسلامِها الشّامل؟! لنتفاءل إذًا…

في مكان آخر من نبؤات العهد القديم، يقول النبيّ زكريّا عن “سقوط الطّغاة”: “إفتحْ يا لبنانُ أبوابكَ، فتأكُلَ النّيرانُ أرزَك. ولْوِلْ أيّها السّروُ على سقوطِ أرزِ لبنان، ودمارِ أشجاره العظيمة (…)” (زكريّا 11). إذا عدنا بالذّاكرة إلى الوراء، بدأت ثورة لبنان والإنتفاضة الشّعبيّة على الفساد والمُفسدين بحرائقِ الغابات الصّمغيّة من الجنوب إلى الشّمال، إلى أن تدخّلت يدُ الخالق وأمطرت عليها، وبعدها اندلع لهيبُ الشّارع. كان كلُّ ذلك بداية لسقوط الطّغاة، كي يتحوّلَ بلد الأرز بعد ذلك إلى جنّة.

وكذلك، جاء في نبوءة حبقوق في العهد القديم عن لبنان: “لأنّ ظُلمَ لبنان يغطّيك (…)” (حبقوق 17:2). تُبيّنُ لنا هذه الآية بأنّ لبنان سيُظلَم وسيُحاصَرُ من قِبَل ظالميه وسيُضرب وسيُذلّ، ولكنّ هذا الظُّلم سيرتدُّ على مُسبّبيه كما تقول الآية. وهكذا، ذُكرَ لبنان 72 مرّة في الكتاب المُقدّس من العَهْد القديم، في نبؤات ورؤىً مختلفة.

باختصار، عندما تتزعزع الدّول العُظمى، ويسقُط معها عملاؤها في الدّاخل اللّبنانيّ، يتنفّس لبنان الصّعداء، دعونا إذًا لا نهيمُ بالأمجاد العظيمة للدّول الكُبرى، فـ”الدّني دولاب” وما أدراكم ما هو دَوَران الدّولاب. ولكن أسَفي على مَنْ يُحقّرُ وطنَهُ في الإغتراب بكلامه السوداويّ، متغاضيًا عن أصله وعن الأمل.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى