بين الطقس والسياسة.. يبقى الوطن !
تتسارع وتيرة الاحداث في لبنان وتتزايد معها المسائل الشائكة، ولا تزال البلاد تتخبط بين قيام حكومة أو لا حكومة. كذلك الأزمات التي تطال الجميع من دون إستثناء في ظل شبه غياب عن إجتراع حلول طويلة الأمد، لا بل تعوّد اللبناني أن يتم تأجيل الأزمات الى آجال لاحقة. هكذا يجد المواطن نفسه أسير سياسات لم تجد نفعاً في ظل تحدّيات واستحقاقات لا بد من التقيّد بها وإلا … فالطوفان.
رغم من ضبابية الواقع الحالي في لبنان وعدم وجود رؤية واضحة لما ستؤول اليه الامور مستقبلا، يبقى الأمل بالغد ماثلا امام اللبناني، قد يكون هذا السلوك تمنياً أو مبتغى، لكنه واضح من خلال تصرفات العديد من اللبنانيين الذين يخلقون مبررات للفشل لمن يتبعون ويظّهرون النجاحات الى الفئة أو الجهة السياسية التي يدعمون، مما يجعل كل لبناني على حق في غياب كامل للحقيقة المطلقة.
في ظل كل التجاذبات الداخلية والخارجية برز أمران خلال الاسابيع الماضية، الأمر الأوّل هو أهمية الأحوال المناخية وتأثيرها على سلوك الافراد والجماعات والمؤسسات العامة لدرجة غاب لأبام الحديث عن الواقع النقدي أو المالي للبلاد، أو الإهنمام في الشارع لما ستؤول اليه الاوضاع في ظل غياب حكومة فاعلة. والامر الثاني هو اللقاء الذي دعت اليه بكركي نوابها ووزراءها الموارنة “من أجل لبنان” كما بدأ البطريرك كلمته، وكل حراك تقوم به بكركي يكون في خدمة لبنان لأنه ليس للموارنة أي إرتباط عضوي مع أي دولة محليا أو خارجيا عبر التاريخ سوى الرابط المعنوي أو الديني مع الفاتيكان من دون أن يكون لذلك أي تأثير مباشر على السياسة اللبنانية لمصلحة فريق على حساب آخر.
وعليه لبنان بلد العجائب وما قد يبدو مستحيلا قد يتحقق في بلاد الارز التي عانت طويلا على مرّ العصور والعهود ورغم كل شيء كان لبنان يجد دوما مخرجا لكل ما يمس به من مخاطر مهما عظمت، وذلك بسبب هذه الروح التي عليها بني الوطن وجعل منه رسالة ومختبرا للتلاقي بين الانسان والانسان… والسلام!
د. عصام ي. عطالله