حكومة إغاثة بأشراف أممي!
تختلف الآراء داخليا وخارجيا حول المرحلة المقبلة، منهم من ينصح بحكومة وحدة وطنية كون حجم الكارثة يتطلب سياسيين “قادرين على اتخاذ القرار”، وغيرهم من يعتبر ان حكومة اقطاب أفضل لأنهم أصحاب القرار، وآخرون من يسوّقون حكومة تكنوقراط حيادية تحقق الإصلاح المرجو. الحلول الثلاثة ليست مجدية وستفشل كما في السابق. ما ينقذ لبنان “حكومة إغاثة” انتقالية بأشراف أممي، تتولى الأمور الحيوية الملحّة كبلسمة جروح المواطن وتأمين حاجاته الاساسية، وترميم بيروت، واستعادة دعم المجتمع الدولي، والتوافق مع صندوق النقد، وغيرها من الخطوات الإنقاذية. ستحظى مثل هذه الحكومة بثقة الشعب والعالم ما يعطيها الزخم الكافي لتحقيق أهدافها بعيدا عن حسابات الأحزاب الضيقة التي تخشى أي خطوة تهدد مصالحها ومشاريعها التسلّطية. هذا إذا أرادوا خلاص الوطن.. لكن!
الثنائي الشيعي رفض علنا أي حكومة تكنوقراطية ليبقي على التيوقراطية. وما تبقى من فيالق الحريري يناور ليعود. وباسيل على خطاه سائر. والرئيس في خبر كان. والباقي صرخات في الصحراء. فكيف تريدون أن يتم التغيير سلميا؟
حلقة دموية!
بعد “الانفجار الكبير” الذي مزّق بيروت، ما كان يصلح بالأمس لم يعد يصلح اليوم. فالذين اطاحوا ببيروت والشعب اللبناني بأسره لا يحق لهم ان يرفعوا صوتهم وسقفهم كونهم مجرمين وسيحاكمون عاجلا ام آجلا. لكنهم يتصرّفون وكأن شيئا لم يكن. نفهم ان حزب الله لا تطاله تهديدات ماكرون وسائر الدول التي اوكلته مهمة انقاذ لبنان، لكن لماذا بري وباقي الفرقاء لا يظهرون أي حسن نية؟ ربما لأنهم يفضلّون لعبة عض الأصابع..فوق جثث مواطنيهم.
وطننا عالق في دائرة مفرغة خطيرة ستؤدي الى احداث دموية ان لم نعالجها، ووجود بوارج وجيوش اجنبية لن يمنع سقوط ضحايا. فقط عندما تتحول المناوشات الى حروب داخلية سنحظى بالتدويل المنشود.
جوزف مكرزل