عاميّة مغدوشة!

 

كفى! نحن اللبنانيّين اللبنانيّين، مسيحييّن ومسلمين، نقف ونصرخ بوجهكم:

زمن الأوغاد انتهى!

إجرام فائض القوة وجبروت السكاكين وغزوات الغصب عن الجميع، على قاعدة: ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم، انتهى!

لسنا أهل ذمّة، ولن نرتضي بالضيم، ولن ننسحق بمذلّة:

يا ودائع الاحتلال وقد اندحر،

ايّها الملتحفون بعباءات الإفتاء للتهرّب من المساءلة والمحاسبة، النيو-وهّابيون والناس راجعة من الحجّ،

يا ايّها القابعون في عجزكم، مكتفين بالحكم عبر مصادركم الإعلامية، تدغدغكم ثعلبات اراجوزكم،

يا طفّار الجمهورية، غير الآبهين بعدالة السماء والساخرين من عدالة الأرض، وقد جعلتم من  الإثنتين مداساً لعربداتكم،

قيل لكم انّ الجرائم تخجل منكم لكثرة ما ابتدعتم، وشلّة منظومتكم، من فنون تجويعنا وتشريدنا وقتلنا، امّا نحن فنقول لكم:

أجراسنا نريد ان تقرع ساعة نشاء،

مآذننا نريد ان تعانق سماءنا حيثما نشاء،

ومطالع حسينيّاتنا نريد ان نصونها كيفما نشاء،

وحكمة خلواتنا نريد ان تطّهر اصغاءاتنا أينما نشاء،

دور ثقافتنا ومسارحنا وملاعب صبانا وتوجّهاتنا الفكرية ووجهات تطلعاتنا ووجودياتنا الحضارية نرصفها ونعليها كما نريد ونشاء.

ابناؤنا واخوتنا واقاربنا ليسوا للرهن ولا للبيع في أسواق نخاستكم وفق عهر رجاستكم.

نعال آبائنا واجدادانا التي حوّلت رعونة جبالنا قرابين عطاء مشترك وفعل تجسّد متواصل أطهر من خزيكّم، وقطرة العرق على جبيننا اشرف وأسمى وأقدس من أيٍّ منكم.

طائفتنا لبنان، وهو خطّنا الأحمر الوحيد.

والمتشدّق بـ “تحريرنا من تبعية الغرب” للسير في مراكب استعباد ابشع رجاسات الشرق، فليكن البادئ بالتغرّب طوعاً الى مجاهل الاستفراس: لبنان لن يكون مستعمرة للتخلّف على ضفاف المتوسط.

وللمستميت بغوى الصحارى، يطويها مفاخراً، لبنان لن يتًصحّر… مهما اشتدّ بغاؤه.

من لا يعجبه هذا اللبنان، فليرحل هو. نحن شرف قممه.

كفى! هوذا نداؤنا، نحن اللبنانييّن اللبنانييّن، مسيحييّن ومسلمين.

نحن في طهر مغدوشة محضونون: نحن أبناء عامّية مغدوشة: كلّنا مغدوشة!

غدي م. نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى