خفافيش حزبيّة وكورونيّة!

تناولَنا سابقًا في إحدى مقالاتِنا موضوعَ “مؤتمرٍ تأسيسيّ” مُحتَمَلٍ لتغيير وجه النّظام اللّبناني لصالح الدُّوَيْلة الطُّفَيْليّة على أراضينا منذ 1982. واليوم بدأ التّلويح والحديث عن هذه الهرطقة التخريبيّة. إذًا، من يسعى إلى تغييرٍ في نِظامِ لبنانَ اللّيبرالي البرلمانيّ عبر “مؤتمرٍ تأسيسيّ” يُدركُ أنّ أحدَ المداخل إلى ذلك يَكمُنُ في انهيارٍ كاملٍ للدّولة، وهذا ما يعملون من أجله خفافيش حزب السّلاح بمُعاونة “الزّعيم Pikatchu”. بصريح العبارة، يَحصُلُ ذلك لصالح دُويْلة “حزب اللّه” التي باتت مُكتملة المَعالم: عَسْكر وزراعة وتربية مؤدلجة واستشفاء وتجارة أسلحة، (…) ولا ننسى طبعًا “قرض حَسَن” الغفير والكفيل بنشوء مُنشآت ومؤسّسات دويلة بكاملها.

ألهَدَفُ الأوّل من كلّ ذلك، هو إسقاطُ ما تبقّى من المارونيّة السياسيّة المُتمثّلة برئاسة الجمهوريّة وحاكميّة مصرف لبنان وقيادة الجيش، عبر الكيديّة والتّمادي في أسباب الإنهيار. ولكن، ويا للسّخرية، لقد غاب كليًّا عن بالِ “المخرّب الشّنيع” (كما وصفه المسيح في الإنجيل) أنّ شعوبًا وحضاراتٍ مرّت على لبنان الأرض الفُسَيْفسائيّة، مُحاولةً محو عنصر التّنوير فيها وتطبيعها بلونٍ واحدٍ، اندثرت واضمحلّت مُعلنةً سُقوطها أمام جبروت هذه الأرض.

خلفية فايسبوكية!

وبما أنّ حديث السّاعة هو وباء الكورونا، (المُفتعل وغير الطبيعيّ)، لا بدّ من أن نختمَ المقالة ببعض الفُكاهة، ولو خرجنا عن سياق الموضوع: كلّما فتحتُ حسابي على فايسبوك أو سواه، لا أرى سوى أشخاص يلتقطون لأنفسهم الSelfie مع الكمّامة وكلّ شخصٍ مع خلفيّة background مختلفة؛ أسألُهم فقط: هل يُضفي ذلكَ عمقًا ورؤية وبصيرة على المجتمع والجائحة؟

وأمّا عن الذين يدعمون الطّاقم الطبيّ بعبارات عاطفيّة على مواقع التّواصل الإجتماعي، وهم أكثر من مشكورين، لا بدّ أن يجمعوا طاقاتِهم ويبادروا بعملٍ ملموسٍ تجاه هؤلاء الأبطال… فالكلام لا يكفي!

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى