“دنيي ما بتدوم لحدا”!

اسْعَ إلى التقدّم!

هذا هو مصيرنا، السّعي وإلاّ سيفتك بنا الجوع على الصعد كافة!

ما هذه الخلاصة التي معيارها ” أنا أو لا أحد”، بمعنى أنّنا أُجْبِرنا على التصرّف بأنانيّةٍ مطلقة، لأنّنا ببساطةٍ عدنا من جديد إلى إضافة أرقامٍ مصيرية ، لأنّ عالمكم السياسيّ الحافل بعلامات التعجب ، أصبح ” الانقطاع”، عنوانه! فنراه ينطق شيئًا ويبشَّر بأشياء أخرى، إلى درجةٍ أنّنا اقتنعنا أنّكم مخلصون وصادقون جدًّا وجدًّا وجدًّا … وكما العادة التي كلَّفتنا الكثير، لقد بات ضروريًّا ظهور الخفايا المعقّدة، التي يذكّرنا مضمونها بقصة ” ألف ليلة وليلة”.

الأهم في أموركم السياسيّة، هو ما أنتم عليه في دواخلكم، إذ إنّ كل ما هو خارجٌ عنكم سوف يتلوّن، وسيكون قاسيًا لحالاتكم الذاتيّة، وكلّ ما تعرفونه ايجابيًّا متغلغل في تجاربكم النفسيّة، ويتعيّن عليه أن يمرّ ببوابة التجربة، وبذلك يصبح جزءًا من ذواتكم…! ولكن “مرحبا حضارة” عندما تعكس رغباتكم “الطمعيّة” وطموحاتكم “الكراسيّة” في دواخلكم جمالاً وفرحًا وبركةً.

” ما شاء الله”! صفاتٌ تهتزّ لها العقول والقلوب، وتقشعرّ لها الأبدان.

 أيعقل أننّا بتنا فلاسفة العصر؟! أجبرتمونا على بناء دواخلنا بوساطة قوة أفكارنا؟ وهذا الواقع يذكّرنا برجلٍ عاتب صديقه بأنّه مرًّ بقربه ولم يسلّم عليه، ولم يرَه، فبادره في الإجابة قائلاً: كنت أفكّر بك في عقلي، فلم ترَكَ عيناي!

فلو كان هذا الرجل يعيش في يومنا هذا، تُرى ماذا سيكون جوابه، بخاصةً أنّنا مغمورون بسياسيين يعشقون الصدق والإخلاص؟!

الأمور ببساطة: حاولوا أن تتصرّفوا كالبسطاء وغير ” شكليين”، ابتعدوا عن الاجترار، فما نريده منكم، هو النتيجة، مهما كان مستوى علاماتنا، نحن من لحمٍ ودم، ولسنا دمىً لمصالحكم الشخصيّة.

 أُجْبرنا بسبب توهُّج الجوع والفقر، والهجرة … على الثورة!

 صونيا الأشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى