دولة الجاهلية وجاهلية الدولة!
في زمن جاهلي وفي دولة الجاهلية وفي ظلّ جاهلية الدولة، يُحكى أن شاعراً جاهلياً وهابياً هجا ملكاً حريرياً وشيخاً مستقبلياً فاستنفر أنصار الشيخ وقطعوا طرقات وأحرقوا إطارات، فردّ الوهابي بمواكب سيّارة ومسيرات جرّارة فاستفزّ بذلك بَيكاً جنبلاطياً وزعيماً اشتراكياً، واشتعلت مواقع التواصل شتماً وسُباباً واتّهاماً..وكرر الشاعر هجاءه فاغتاظ الملك وأرسل جنوده للإقتصاص منه بغطاء من البَيك، لكن حزبا إلهياً استشعر المجهول فتدخّل في اللحظة الحاسمة لنصرة الجاهلي.. فسقطَ مرافقه قتيلاً وسقطت فراغات الطلقات النارية أرضاً وسقطت هَيبة الدولة وأصابت بها مقتلاً وسقط القضاء مشعوراً! وكما أن لا شعرة تسقط من رؤوسكم إلاّ بعلم الله، فكذلك لا تقفون ولا تسقطون إلاّ بعلم “حزب الله”! فسقطت الجمهورية في جاهلية ما بعدها جاهلية! فيما حكّامها وملوكها وأمراءها وشعراء بلاطها ينظمون قصائد المديح لأنفسهم وأبيات الهجاء لغيرهم! بعد أن استوطن بهم فراغ العقول وضرَبهم فراغ الألسِنة! أما شعبها فيئنّ تحت وطأة فراغ البطون وفراغ الجيوب! وكأننا مصابون بفراغ العيون! في هذا الزمن الملعون! وفي مواجهة القدَر المشؤوم!
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف به!
انطوان ابوجودة