الفرسان الثلاثة!

الحضارة الغافية على حروف بيضاء فوق قمم الجبال جرفتها السيول وتآكلت مع مرور الزمن.

عقارب الساعة لا تتوقف، تزحف كالشلال تبتلع ما يسدّ الطريق.

منذ البداية هو صراع بين المعرفة والاصرار على تشويه وجه البحر. وحدها الوجوه الطيّبة تخبرك القصص والحكايات قبل ان ترحل طيور النورس وفي جعبتها صرختها الاولى والاخيرة.

الوردانية، القرية الوادعة لم تبدل عاداتها ما تزال مكحّلة بشجر الزيتون والمعلم الذي كاد ان يكون رسولا، علي صلاح وجعفر عبدو. لم يستسلموا للوهم القاتل الذي زحف بشراسة على حقول السنابل الذهبية، فلا يعود للمطر من اهمية ولا لفصول السنة من عبرة ولا للأحرف الأبجدية من اصالة. فالعالم قد تدحرج فجأة مع الضياع.

علي، جعفر وصلاح عبدو صرخة واحدة وقلب واحد، محصّن برقي العلم فراشهم مجد وذاكرة كي لا ننسى فتضيع الحقيقة ولا يبقى من زوادة سوى الحزن وجحيم  العذاب.

لنتنشق من امجاد علي صفاء النهر والاحرف التي تحوم حوله كالفراشات، سجلوا في ذاكرتكم عبره وخطبه وصوته الرنان الذي يخترق الاعماق ولا تنسوا غرناطة واصبح الآن عندي بندقية، أسرقوا من جعفر اسرار التاريخ، ازرعوها علماً في كل مكان كي لا يغيب عن الارض سحر القمر.

حدّقوا ملياً بصلاح، الرجل الصامت، ينام على مشهد حضاري، مسلك عمر دون ان ننسى ابعاد ابتسامته التي تستفز الجهلة بصمت.

دعونا ننحني قرب من علّمنا وفي المرج الاخضر نقطف زهر الربيع، حكاياتا وقصصا، حرية واصالة.

جهاد قلعجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى