منح الجنسيّة اللبنانيّة لسلالة “ماريكا” اليونانيّة!

هل يوجد أحد في لبنان، من سلالة “اللايدي” ماريكا سبيريدون الشهيرة (التي انتقلت إلى هناك.. لست أدري إلى أين!!!) أو من المقرّبين منها، المقيمين في اليونان مسقط رأسها، أم المنتشرين في أقطار العالم، وذلك لتكريمهم بمنحهم الجنسيّة اللبنانيّة؟ كيف لا وهي التي استوطنت وطن الأرز حيث كانت ذات أفضال على الكثيرين من الرّجال، لا سيّما من أهل السياسة، كما يشاع، وذلك في عزّ زمن الازدهار والبحبوحة، وفي مجال تقديم الخدمات الجنسيّة “القيّمة” لهم، أكان شخصيّاً، عبر إبداعها في هذا المضمار، أم عبر “طاقمها البشريّ الأنثويّ السياحيّ” الناشط.. في شارع المتنبّي في وسط العاصمة العاصية بيروت “أم الشرائع” هذه المدينة التي لم تكن لتنام إلى أن افترس جسدها وحش الحرب المدمّرة..؟!

الجدير ذكره، إن كبار السّنّ يتذكّرون ويعرفون ما لا يعرفه جيلنا الحاضر، في ما يخصّ هذه السّيدة التي شغلت بيروت وباقي المناطق اللبنانيّة وأبعد، بعد أن انتقلت من ضفة الفقر إلى ضفة البحبوحة، من “عَرَق” غير جبينها! وهذا ما يجهله جيل الحرب الأخيرة وما بعدها!

منطقة الزيتونة وشارع المتنبي… صفحات طواها النسيان في تاريخنا الحديث، ومن يرغب في البحث والتفتيش للاستعلام والاستزادة ثقافياً، فما عليه إلا أن يلجأ إلى هذه الصفحات المُلوّثة وإلى مراجع أخرى مختصّة حيّة تُرزَق..!

إنّها فكرة أضعها أمام أعين وأيدي المعنيّين مانحي الجنسيّة اللبنانيّة إلى ذوي الفضل على لبنان وأصحاب الإنجازات الكبيرات التي تجعلنا نجلّهم ونكرّمهم، فنترّجاهم لكي يقبلوا حمل الجنسيّة التي نكبر بها نحن.. أباً عن جد!

أقدّم إليهم هذا الاقتراح، علّهم يبحثون عن أقارب لهذه السّيدة “الفاضلة” (ولأمثالها إن شاءوا!) التي دخلت تاريخ لبنان، وهي، كما أسلفتُ، من اليونان، أرض الفلاسفة الذين لا يُقارَنون بفلاسفة السياسة والسلطة والثروات عندنا! فلا سقراط، ولا أفلاطون، ولا أرسطو، ولا غيرهم من أصحاب الأدمغة، ولا من شدّ على مشدّهم، يشكلّون أي قيمة فكريّة حضاريّة أمام القيمة الفكريّة الحضاريّة العالية والاستثنائيّة لهذا الطاقم السياسيّ اللبنانيّ الفيلسوف على أرض لبناننا المسفوك الدماء، المضرّج بمآسيه وأحزانه، المثقل بصليب ديونه.. المُفلّس حالياً نظير اليونان الصّديقة!

فكرة مُربحة، أقدّمها، طواعية وبكلّ طيبة خاطر، ومجّاناً، والحماس متّقد في داخلي، لكي يستثمرها كلّ مُقرّري إهداء جنسيتنا إلى من تكبر بهم، مِن رجال ونساء، يغارُ منهم أرزنا الشامخ على القمم، وبالتالي أتخلّى عن الملكيّة الفكريّة لفكرتي هذه لكلّ من رئيس جمهوريّتنا، ووزير خارجيتنا، ووزير داخليّتنا ولكلّ المعنيّين…

وأخيراً أقول لبطاقة الهويّة اللبنانيّة التي يحملها كلّ لبنانيّ أصيل، أقول للبطاقة التي تحمل صورتي اللبنانيّة الأصيلة واسمي واسم أمّي وأبي وتاريخ ومحلّ ولادتي ورقم سجل نفوسي واسم محافظتي وتوقيعي.. أقول: بك أغتني!

سيمون حبيب صفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى