على شكلو شكشكلو!
التشكيل بين كرّ وفرّ، والعِقد ما هبّ ودبّ، وأبطال المحاصصة تيتي تيتي. لكل يوم فرز جديد للحقائب، ولا كلام حول “جنس الوزراء” لأنهم مجرّد أسماء مرتبطة بأحزاب مرتبطة بدول مرتبطة بأجندات لا رابط لها بمصلحة لبنان وشعبه لأنهم مجرّد سلعة.
قد يكون الوزراء “كويّسين” من أصحاب الاختصاص وكفوئين، لكن من يتحكّم بـ “رسَنهم” هم من نهَبوا البلد وأفلسوه، ولم يشبعوا بعد. يعتقد الناس، وهم أكثرية، أن “زعماؤنا” لن يحلّوا عن ظهرنا إلاّ عندما يحصلون على ما تبقى من ثروات من أملاك ومؤسسات عامة وذهَب. هذا التفكير، حقيقيا كان أم خياليا، يلخّص تدني الثقة الشعبية بالحريري وحكومته، التي أقل ما يقال عنها أنها على شكلو.. شكشكلو!
تظاهرة الأوباش!
يخطئ من يعتقد ان الرئيس الفرنسي سيتخلّى عن دوره الإنقاذي والرقابي رغم تخلّف السياسيين اللبنانيين “الخونة” عن وعدهم، وهو يعلم أنهم أصغر من أن يفوا بعهد حتى لشعبهم. لذا سيكون من الصعب اليوم تمرير صفقات مهما كان حجمها، حتى ولو اعتبرنا جدلا أنها تنعم بضوء أخضر أميركي. نعني بالذات احتياطي الذهب الذي يبقى بعَين الجميع.
هذا وتقارير المنظمات الأممية تعتبر أن ثلثي المواطنين اللبنانيين سيفتقدون الى الغذاء بسبب تزايد مستوى الفقر، وهبوط قيمة العملة الوطنية، ورفع الدعم الرسمي عن الكثير من السلع، بالإضافة الى تدني حجم الاستيراد بشكل درامي مع إحجام المصارف عن التحويل الى الخارج. والسلطة اللبنانية لا تزال تتذاكى على فرنسا وباقي الدول المانحة بتركيباتها التي لم تعد تخدع أحد!
فبدل أن يتظاهر الأوباش امام السفارة الفرنسية ويحرقوا علمها بأمر من والي إسطنبول، وهم الذين سيتضورون جوعا إن لم تساعدهم باريس، من الأفضل أن يضغطوا على حكّامنا كي يسترضوا الرئيس ماكرون لتمدّنا بلاده بما يبعد عنّا شبح المجاعة والموت.
جوزف مكرزل