يا صغير المواصفات!

يا صغير المواصفات المتواجد في مراكز السلطة، فرضته الظروف وثبتته القوانين التي حكمت على سقراط بالموت، وجاندارك بالحرق، فولد القيصر والرئيس، والاباطرة، والملوك والامراء، والنواب ومجالس الشيوخ، ليتمادوا ويستمروا بإساءة الناس الضعفاء والشرفاء متستّرين بقناع السلطة ينشرون عهرهم نهباً ومؤامرات في انحاء العالم.

من يكترث ما همّ، ان قتل الملايين عبر التاريخ من الابرياء، وتجمّدت دموع القهر، ولبس الظلم عباءة الايمان، يفرز سمومه، ركعة من هنا، وبخور من هناك، ومباركات الهية داخل اثواب مزخرفة بعجائب الرسومات، ناهيك عن الاستيلاء على الاراضي وزرع بيوت الاستجمام والراحة.

هو صغير المواصفات، صاحب الصوت القوي الرنّان، الذي يهابه الرجال ويرعب النساء والاطفال.

الصوت المصطنع المخيف المزوّر سيد المسارح المتعفّنة عبر التاريخ…

أما انت ايها الشاعر والاديب، ايها الراقي في كل زمان ومكان، وجودك مجبول بالانامل للتسلية والفرجة، صديق الشمس لا تصله الشمس، مكانك المتاحف المقفلة المسيّجة بالحديد بعيداً عن دغدغة النسيم والرفوف المنسيّة المتآكلة بالعفن.

رغم ذلك، مع كل ابتسامة فرح الشمس مشرقة أحدّق بوجه حبيبتي خلف افق البحر.

جهاد قلعجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى