Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

قال class قال…!

أشتهرت أغنية بسيطة كتبها وأدّاها الكنديّ Gilles Vigneault والتي تنصّ: “الجميع حزينٌ بائس، الجميع حزينٌ بائسٌ طوال الوقت. الجميع حزينٌ بائسٌ يريدُ المال، طوال الوقت. الجميع حزينٌ بائسٌ يظنّ أنّ المالَ يصنعُ الحبّ، والحبّ ليكون سعيدًا طوالَ الوقت. الجميعُ سعيد ولكنّه حزين، حزين طوال الوقت”.

ينطبقُ هذا الواقع الذي يحمل ثنائيّات تعارضيّة وحالات انفصاميّة على أهل هذا الشرق المزيّف، على مرضى هذا الشرق وتحديدًا مرضى لبنان، إذ يرفضون التّواضع وكسر كبريائهم والإكتفاء بواقعهم أو على الأقلّ التكيّف معه، بل ذهبوا إلى الإدّعاء بأنّهم جماعة class أو classy People وأوهموا العالم ومحيطِهم بذلك. ولكنهم في الحقيقة أكثر المجتمعات كبتًا وحزنًا وبؤسًا وادّعاءً بالسّعادة وصفة الـclass التي لا تليق بهم.

أن تكون أيّها اللبنانيّ المدّعي class، يعني أنّ ذلك يتطلب منك حكمةً وتواضعًا وأن تلبس صفة الإنسان “أرض أرض” أيْ Down to earth.

أن تكون أيّها اللبناني المدّعي class، يعني أن ترفض مشهديّة تحوّل شوارع لبنان إلى موقف سيّارات خلال الأعياد الكبيرة كالميلاد ورأس السّنة وأن تساهم في الفوضى الشوارعية فقط لأنّ النّساء اللبنانيّات المدّعيات ترغبن بالتنافس بين بعضهنّ البعض على طهو أطيب حبشة ليلة عيد الميلاد، فتتزاحمن على أبواب السوبرماركت لشراء لوازم الحبشة، أو شراء ثياب من هنا وهناك (حتّى من سوق الأحد) ومن ثمّ تتقافذن الأكاذيب بأنّ ثيابهنّ من GF Women’s wear أو من ZARA أو ثياب أزواجهنّ من Pellini وإلى حيث ألقت كاذبات لبنان.

أن تكون class أيّها اللبنانيّ المدّعي هو أن تحافظ على هويّتك ورصانة خُلُقِكَ ولاسيّما عندما تتحدّث في المجتمع، لا بدّ أن تتحلّى بعقلانية الألفظ، أيْ إمّا أن تتحدث اللغة العربية الرصينة وإمّا ان لا تخلط بين الأجنبي واللبناني وتحديدًا في كلماتٍ بديهية والجميع يعرف أصلها البلديّ.

أن تكونclass أيّها اللبنانيّ السّخيف والمدّعي، هو أن تدأب على تعليم أولادك تراثهم الوطنيّ قبل أيّ تراث آخر، وأن تربّيهم على الوطنيّة وحبّ الطّبيعة الأمّ والمحافظة عليها.

أن تكون class أيّها اللبناني التافه والمدّعي، هو أن تمتنع عن رمي قذارتك ونفاياتك من زجاج السيارة، فقط لأنّ لا تريد أن تُبقي فضلاتك في سيارتك.

أن تكون class أيّها اللبنانيّ السّخيف والمدّعي، هو أن تكتفي بما عندك، إمرأةً كنت أم رجلاً، ولاسيّما في ما يخصّ السيارات، وأن تعلَم أنّه ليست كلّ السيارات التي يتم استيرادها والتّرويج لها صُنعت كي تعبر تضاريس لبنان أو طرقاته.

أن تكون class أيّها اللبناني التّافه والمدّعي، هو أن ترفضَ أن تكون عملةً للتلاعب بها من قبل الدّول الأخرى على أنّك رخيص من مجتمعات العالَم الثالث تُباع وتُشتَرَى.

أن تكون class أيّها اللبناني، أو بالأحرى أيّتها اللبنانيات السطحيات والمدّعيات، هو أن تعلَمن جيّدًا أنّ كلّ عمليّات التجميل التي تجرونها على أجسادكنّ وكلّ عمليّات “النّفخ” و”الشفط” حوّلتكن إلى دُمىً من جبصين أو “جفصين”، بل إلى سلع للمتاجرة بها، وإلى حيث ألقت.

أن تكون class أيّها اللبنانيّ، هو أن تتواضع وتملأ فراغ حياتك بشيء مفيد، وليس من خلال المناسبات التي بسببها تحرق الأخضر واليابس وفقط لمدّة ساعتين من الوقت، وفي المقابل لا تكون قد حقّقت شيئًا يُذكر، لأنّك ستُصبح في عداد المنسيين. ولنأخذ مثلاً الأعراس وحفلات الخطبة وحديثًا حفلات الطلاق

التي يستدين معظم اللبنانيين مدعّي صفة الـClass لتحقيق نزواتهم السّخيفة والعقيمة، وفيما معظمهم لا يصلح للزواج.

ولهذا نعجَبُ في الحقيقة من راغبٍ في ازديادِ، وهم ليسوا سوى جماعة مكبوتة وفارغة.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى