لا ليس بالإرهاب…
أمّا وقد إستدرج إرهابُ منظمَّةٍ إرهاباً مردوداً، إنتشر طوفان بيانات وإناشيد وزجليات على إمتداد لبنان وابعد.
أمرٌ مُبكٍ أن يزايد منافقون على بعضهم بالتباكي الهلوع على ما يجري كيلومتراتٍ من أرضنا السليبة وقرارنا السليب. والأبكى، مَن إستفاقت فيه شعلة إستنهاض الحق وقد خبت لأقدار، فراح يتقاذف التكاذب شعارات زيف يذيِّلها بصورة دمارٍ أو شعار إستبسالٍ…
أمرٌ مُبكٍ، قلتُ؟ لا يمكن لأنسانيَّة بشرٍ أن ترقب بلامبالاة دموع أطفال قُطِعَ عنهم القوت، ودُمِّرَت منازلهم فغدوا تراباً بين ترابٍ يبحثون عن صدى أصوات كانت قبيل لحظات سند الأم وعضد الأب. هؤلاء، في جراحهم، إفتداء البشريَّة.
لكن،
أين كان هؤلاء المنافقون وطوفان عنفوانهم عندما باعوا بأبخس سعرِ ضميرٍ هؤلاء الصغار وقبلهم آباءهم وقبل قبلهم أجدادهم، في أسواق نخاسةِ من يقتلهم اليوم بتآمر سكون مع ما أصطُلِحَ على تسميته “المجتمع الدوليّ”؟
أين كان هؤلاء المنافقون وطوفان زيفهم، قبيل أسبوع، يوم تقاسموا التآمر مع الطغمة ذاتها بلامبالاةٍ لا مثيل لها، حين أقدم إرهابٌ على سحق تاريخَ شعبٍ وتراثَه ومطالعَ إيمانِهِ وجذورَ عراقَتِهِ، وإقتلاعِهِ من أرضه في مرتفعات قره باغ، ومحوِ جمهوريَّته ارتساخ (كَرمَةُ الإله) التي سيَّجها بدماء شهدائه وقدِّيسيه لألفيَّةٍ ونيِّف؟
أهنا أرضُ أقصى، وهناك أرضُ دونٍ؟
أين كان هؤلاء المنافقون حين طوفان نيرانهم غمر لبنان- الكبير منذ فتوَّته الى اليوم، لإلغائه وتشريد أبنائه وتشتيتهم في أصقاع المسكونة، تحت أيِّ ظلام، لا لهدفٍ إلَّا ليكون وطناً بديلاً لمن يتباكون عليهم اليوم؟ أوليس أجداد هؤلاء وآباؤهم من باع أرضه وهرب، وما كان إلَّا لبنان لإستتقبالهم، وقد سدَّ آباء هؤلاء المنافقين كافة معابر العبور الى دولهم الحدودها مرسومةٌ بآبارِ نفطٍ؟
الحقَّ أن لا، ليس بإستدراج إرهابٍ يُستَرَدُّ حَقٌّ سليبٌ. ولا بالإرهاب يواجَهُ إرهابٌ.
لبنان صنو الحقِّ. ولن يزول لا بالإرهاب ولا بالنفاق.
غدي م. نصر