لبنان وإسرائيل: ترسيم الحدود أم ترسيم التطبيع؟
في لبنان، ينعكس المثل: “خذوا أسرارهم من كبارهم”. عندما سُئل عون عن التطبيع مع إسرائيل أجاب: “هناك مشكلات يجب حلها أولاً”، تماماً كما أجاب عن: إلى أين ذاهبون؟: “إلى الجحيم”. أما نبيه بري، ثعلب السياسة اللبنانية، فذكر خلال كلامه “الممغمغ” عن الترسيم أنه “تكلم” مراراً مع المبعوثين الأمريكيين ما أدى إلى “إطار” مباحثات في اجتماع الناقورة القادم تحت علم الأمم المتحدة. ويعتقد بهذا “أن عمله قد انتهى”، بمعنى أن أي مباحثات بين لبنان “والعدو الصهيوني” ليس من شأنه!.
عون وبري يقولان شيئاَ ويعلمان بوساطة ماكرون “السرية” بين حزب الله وإسرائيل للكف عن المناوشات وإنجاح مؤتمر الناقورة القادم لأول مرة بين دولتين “في حالة حرب” للتكلم في ظل “الهدنة” عن ترسيم آيل للتطبيع. هذا ما ذكرته الصحف الموثوقة منذ أيام وتعتقد أن ماكرون سينجح هذه المرة. هنا يبدو جلياً كيف تتلاعب إسرائيل بالعرب: لقد سبق وأعلنت عزمها على ضم الأغوار لأراضيها لا رغبة بها بل لتقوم قيامة الفلسطينيين فتعود “وتتنازل” عنها مؤقتاُ مقابل التطبيع مع الإمارات، والآن، ربما “تتنازل” عن جزء من المربع 8 للبنان، والذي لا يحوي أي غاز أو زيت، كهدية للتطبيع القادم.
وتنحصر خطة ماكرون بتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل والحزب تزامناًمع اجتماعات الناقورة بإشراف فرنسي. ويُعتقد أن نصرالله قَبِل به لضمان مستقبله السياسي. هذا ما شدد عليه ماكرون في زيارته الثانية للبنان والذي استهجنه العديد من اللبنانيين. ويَعتقد، ومعه واشنطن، أن الخطوة ستمكن الحزب من إنقاذ ماء الوجه والتخلي عن بعض صواريخه، وأن التطبيع سيكون لإسرائيل بمثابة إنزال حمل ثقيل عن كاهل جيشها، ودخول مرحلة إنعاش اقتصادي مع لبنان طال انتظارها.
د. هادي عيد