ما بين الفضيلة والرّذيلة!
الذّكاء هبةٌ من الله، ولكن علينا المحافظة على هذه الهبة، فهذه الهبة تتجلّى عند أناسٍ همّهم زرع الأمل الحياتيّ في نفوس من حولهم، وهذه الحالة لطالما نشاهدها ونلمسها في حياتنا اليوميّة، شرط الحفاظ عليها، والتّعامل معها على أنّها فضيلةٌ وليست رذيلة، وهنا بيت القصيد، فهي تكون فضيلةً إذ ذاك نتمعّن معًا بحياة هذا الرّجل الضّيعويّ الذي كان يعمل في حياكة النّول بجدٍّ وتعبٍ طول النّهار، ومع انتهاء كلّ نهارعمل، كان يشكر الله، على رحمته اللاّمتناهية، لقد كان إنسانًا متسامحًا جدًّا مع نفسه ومع الآخرين، ويحبّ أهل ضيعته فردًا فردًا، لدرجةٍ أنّه عندما يريد التّبضّع لمنزله من حاجاتٍ ضروريّة، كان يشتري غرضًا من كلّ دكّانٍ في الضيّعة، لذا كانت التّحيات تنهال على أهل الضّيعة بكلّ حبٍ وإخلاص، وعند عودته إلى المنزل كان جاره نديم يلومه دائمًا، قائلاً له: “ولو يا معلّم سمير” أراك تشتري كلّ غرضٍ تحتاجه من دكانٍ في الضّيعة، لماذا تحبّ أن تُجهد نفسك؟ مع العلم أنّ جارنا لديه في دكانه القريب من منزلنا كلّ حاجاتنا، لم لا تقصده وتشتري كلّ ما تحتاجه؟ أليس أفضل من أن تقوم كلّ يومٍ بزياحٍ في الضّيعة؟ عندها أجابة سمير : أتريدني أن أعيش وحيدًا في ضيعتي؟ أليست هذه هي الفضيلة الشرائيّة يا نديم؟، أمّا الرّذيلة الشّرائيّة فهي لو كنت أستمع للومك المتكرّر!
هذه هي قصتنا في لبناننا، لولا المسؤولون يتعاملون مع الفضيلة الشرائيّة بكلٍ صدقٍ وإخلاص، ويبتعدون عن الرّذيلة الشّرائيّة، لكان لبناننا بألف خير، وبعيدٍ كلّ البعد عن الهذيان الدّماغي الذي بات ذكاؤه في مهب الرّيح… ولكن لا يسعنا إلا القول : تصبحون في لبناننا الحبيب على ألف رزيلة شرائيّة!!!
صونيا الأشقر