“بُكْرَا السّفر إلى الأبديّة”!

يترقّبُ الشّعبُ اللبنانيّ نهاية أفلام وسيناريوهات عصابات مافيا الدّواء والنّفط والكهرباء والتّعطيل.

تمنحُ جمهوريّة “المارقين” سلفةً جديدةً لإنعاش “التيّار المُكَهْرَب” مُجريةً له صدمةً كهرُبائيّة لا نعرفُ إلى متى سيدُومُ مفعولُها.

وها هي الصّيدليّات تتلفّظُ بعبارات تسليم الرّوح، بعد أن أخفى عمدًا تُجّارُ الأدوية والأرواح ونصّابوها أدويةً مصيريّةً متحكّمين برُزنامات حياةِ النّاس ومصائرِهم. وقد رَفَعَت الصّيدليّات على أعلى مداخِلِها شعارَ: “بُكرا السّفَر إلى الأبديّة”، عِوَضًا من شعار الأفعى. وعلى أيّ حال، بدلاً من أن تَسْتَخدمَ شركاتُ تصنيعِ الأدوية الأفعى لاستخراج العلاجاتِ من سُمّها، فإنّها تستخدمُها لتسميم عبادِ الله. وقد بات أجَلُكُم قريبًا يا أفاعي الدّولة اللبنانيّة!

وعلى خطّ متوازٍ، وبعد أن أُفْرِغَ “جبران قراقوش” “فحلُ الجمهوريّة” من أدوات التّعطيل السياسيّة، تفرّغَ للإعلام ليصبَّ سُيولَ كَبْتِهِ الحقود والتخريبيّ فيه. “وما دُمتَ يا جبران نعتتَ قناةَ الجديد بـ”قناة التّسويق للفَسَاد”، لماذا ائتَمَنْتَهَا على كشفِ سريّتك المصرفيّة عام 2017؟” إنّه سؤالٌ وجّهته القناة المذكورة إلى “جلالته” في مقدّمة نشرتِها الإخباريّة في تاريخ 7 حزيران 2021.

في المُحصّلة، لم يرتفعْ في السّنوات الأخيرة العِجَاف سوى الدّولار، وأسهُمِ ميليشيا السّلاح وتجارة الممنوعات والتّهريب، بيْنما جَرَفَ “تيّار شُحُنات النّكايات” الكهرباء والتّوظيفات والمال والإقتصاد والجمارك والإتّصالات والتزامات لبنان تجاه أشقّائه العَرَب والمُجتمع الدولي، وواظبت السّمسراتُ دَوَامَها الإعتياديّ. ولو كانت فعلاً قلوبُ مَن يتربّعون على عَرشِ قلعَةِ الدّستور والأرزة الخضراء على لبنان وأبنائه، لاستقالوا وأراحونا من كيْديّاتِهم وكيديّات شركائهم- أخصامهم، لأنّنا لن نتركهم ينعمون بما تبقّى لهم من وقت.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى