مستقبل لبنان يتحدد الآن!
عندما ذكرنا في افتتاحيتنا السابقة ان فرنسا لن تترك لبنان، لم نتوقع ان يعيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الكلام نفسه على اطلال بيروت المدمّرة. بيروت التي هدّمها اشاوس جمهورية ثانية طائفية، مذهبية، مافيوية، لنظام يحتضر بعدما نحرَ شعب برمته.
ردا على ما نُشر من مغالطات وتحليلات سخيفة، نؤكد أن الرئيس ماكرون لم يأت ليدعم المافيات الحاكمة. اتى لمؤازرة اللبنانيين المنكوبين أولا، ولأنه يعشق لبنان ويطمح لإنقاذه منذ ان استلم الحكم، والبرهان ما قاله في تموز الماضي عندما سُئل “ماذا حققت في ولايتك حتى الآن؟” من بين الإنجازات التي يفتخر بها قال “انقذت لبنان”. كما لم يطالب الرئيس الفرنسي بحكومة وحدة وطنية كما يتهمه البعض، بل طالب بوحدة وطنية لإنقاذ البلد.. فبَين هذه وتلك عالم بأسره!
صحيح ان الرئيس الفرنسي قرر بعفويته المعهودة التضامن مع الشعب اللبناني، لكنه سياسي محنّك وبراغماتي يعلم انه لا يستطيع انقاذ لبنان لوحده. لذا تواصل مع رؤساء دول القرار وحصل على تفويض دولي يخوّله اتخاذ خطوات تنفيذية باسمهم. ترجمت باتصال ترامب بالرئيس عون كاسرا الجليد، وبمؤتمر دولي لدعم لبنان افتتحه بالقول “مستقبل لبنان يتحدد الآن” وختمه بمشروع إنقاذي متكامل.
تصرّفوا قبل ان نتصرّف!
في الخلوة التي جمعته مع المسؤولين اللبنانيين، خاطب ماكرون الحاضرين بصراحة تامة لا تخلو من نصائح اشبه بالتحذير. مما نستطيع الإفصاح عنه، قال لهم ببساطة ان يعملوا سوية لإنقاذ لبنان بعيدا عن التباغض والمصالح الضيقة، مؤكدا انه السبيل الوحيد لخلاصهم لأنهم ان لم يفعلوا سيتحمّلون وحدهم نتائج فشلهم. وفي المؤتمر الصحافي الذي تلى أضاف جوابا على سؤال “لا نستبعد العقوبات”. من فَهم الرسالة يعلم كيف يتصرَف، ومن لا يريد ان يفهم.. سيفهم من كيسه!
هذا ما يجعلنا أكثر تفاؤلا بتغيير ممكن.
جوزف مكرزل