من مرابضِ الفَسَاد.. إلى مبادرات الإصلاحات الفرديّة!
لا تزال حملاتُ الفسَاد متعثّرةً، والمزايداتُ تتضاعف، وحملاتُ الدّفاع والمرافعات التلفزيونيّة تتوالى، والبلدُ، أو بتعبيرٍ أعمق الوطن لبنان، لم يعدْ يحتمل سيناريوهات “تتشدّق” بالعفّة والإصلاح. فمصيرُنا إذًا وعلى هذا المنوال، سيكون كشعوب العصر الحجريّ. ومن هنا، تأتي المبادراتُ الإنقاذيّة من خلال بعض نوّاب الأمّة، وهي لا تزال تُبصر النّور: نذكر على سبيل المثال، “المشروع النّموذجي للنّقل المشترك في قُرى وبلدات قضاء جبيل بإشراف النّائب زياد حوّاط. ويكتمل في أواخر العام معتمداً على تقنيات جديدة ووسائل حديثة ومتطورة للنقل المشترك. وتكمن أهمية هذا المشروع في مرحلته الأولى بتسهيل التنقل بين قرى القضاء كله، وصولاً الى مدينة جبيل، وفي المرحلة الثانية من جبيل وصولاً الى العاصمة بيروت. والجدير بالذكر هنا، أنّ أزمة السير في لبنان تكلف الدولة سنوياً مبالغ طائلة، ما يستدعي التخطيط لتأمين المواصلات للمواطن اللبناني بشكل متطوّر وحديث ومُشابه لدول العالم. وها هي المبادرات الفرديّة تُبصرَ النّور.
نُعلنُ من مرابض الفَسَاد، تقهقرَ المُفسدين أنفُسِهم.. نُعلنُ من مرابض الفساد، ومن حيث انطوت أعمالُ الفاسدين الآثمة، ونَمَت قوائمُهم ومخالبُهم الجارحة والتصقت بأعناق اللّبنانيّين، نهايةَ حقبةٍ حالكة مُلطّخة بدماءٍ بريئة وعرق جبينٍ شريف.
لن يُجديهم نفعًا لا ادّعاءُ الإصلاح ولا مؤتمراتُهم الإعلاميّة الفارغة ولا حملاتهم خارج لبنان المُمَوَّهة والمُمَوِّهة من خلال رحلاتهم الدّيبلوماسيّة ولا خطاباتهم الإنسانيّة والإقتصاديّة والإنمائيّة “المخادعة”.
إنّها المحاولات الأخيرة “لحيتان المال”، إنّها “الخراطيش” الأخيرة لزعماء ومتزعّمي ميليشيات الحرب اللّبنانيّة الطّائفيّة (من حركات وتيّارات وأحزاب)، فلبنان الحديث لن يُبنى على أيدي هؤلاء الفاسدين والمُفسدين، فهناك من هو مُستحقٌّ للبنان القداسة والكرامة.
إدمون بو داغر