كلّها قصّة جزمة!

لم يكن ينقص مهزلة تجديد العصابة الحاكمة ثقتها بنفسها عبر حكومة التسوّل التي استنجبتها، الّا الحزب الألهوي الذي امّن لها موتيرات ومازوت ليؤكد، حتى في الفودفيل، انّه بجزمته ابتلع دولة، وهو قادر حتى على ان يقبع ثاني محقق عدلي في اكبر جريمة في تاريخ لبنان، ولا من حسيب.

ولم يكن ينقص تلك المهزلة الّا شيخ مشايخ كسروان، وقد انتعل جزمة وليّ امره الحديث ماسحاً بها النيو- فلاّحيه، بعدما تيّتم لفترة على واحدة عند افول الاحتلال، ليؤكد انّه صار لكسروان رجلها (بفتح الراء او كسرها، لا فرق).

ولم يكن ينقص نهاية المهزلة، الاّ استدعاء رئيس تلك الحكومة- الملاحق بملفات فساد، نسينا؟- لباريس، ممّن انتعل جزمة ديغول، ملّوحاً بالانسحاب من حلف الناتو (الذي ما عاد له مسوّغ اصلاً، منذ انتهاء الحرب الباردة)، بعد صفعة الولايات المتحدة له في الغائها صفقة عمره مع استراليا وابرامها صفقة بديلة… عشية انتخاباته الرئاسية. وفي ذليل خيبته، يمنّي النفس بتعويضٍ عبر عقود اعادة اعمار مرفأ بيروت و… استخراج النفط من بلوكات طائفية منزلة. وممّن؟ من الحزب الإلهوي، المتهّم بإستباحة معابر لبنان ومرافقه ممثّلاً بوزير الاشغال العامة والنقل، المنتعل جزمته… لكنّ بكرافات، مدغدغاً كلمات بالفرنسية.

ماذا لو انتعل عندها اراجوز الجمهورية (او أنعَلُوه، أي ألبَسُوه عنوة)، جزمة كاوبوي اميركية، بعد نجاحه الباهر في انتعال ايّ جزمة للوصول الى مأربه، ليًفتِك بحكومة التسوّل، المالكة سعيداً بكافة فتائل التفجير والتفجّر داخلها، لا لشيء الاّ لتأديب الفرنسي “الصغير”، اذا ما وجد نفسه خارج نِعَم الصفقات؟

كلّها قصّة جزمة؟

والغبيّ في سورياليّتها هو الشعب اللبناني، الذي اعتاد ان تدوسه كافة الجزمات، وهو مغبوط رضيّ. وقد سخّروه، منذ نيّف وسنة، ان يلعب مجتمعاً دور غيفارا، وما ادرك ان ليس بإحتراف الخضوع يغدو بطلاً.

قلت: تفو؟ يا ضيعانها!

غدي م. نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى