نمنا … وصحينا!
خلال متابعتي الوجيزة على مرّ سنوات ليست بكثيرة للأحداث السياسية اللبنانية تعلّمت ألاّ مستحيل وكل شيء ممكن، أعداء اليوم قد يتحوّلون الى أعز الحلفاء غداً كما وأن حلفاء اليوم قد يتحوّلون الى ألد الأعداء بين ليلة وضحاها. قد ننام على حلحلة في ملف ما ونصحو على كتلة تعقيدات وتشرذمات. والسبب ليس المصالح الخاصة أو جشع الأطراف السياسية وإسرافهم في استخدام سلطتهم إنما هو استزلامهم لأطراف خارجية ينتظرون منها التعليمات فيرسمون بطولاتهم فوق الطاولة وتحتها هم معتقلون ويُلجمون عند اللّزوم.
نمنا ليالٍ عديدة على سلسلة توقيفات وادعاءات بحق أشخاص بتهمة العمالة، لنصحو بيوم على خطة ترسيم الحدود واستعجال بالمفاوضات، في حين نعجز داخلياً عن ترسيم خط لتأليف حكومة. وهذا بعد إبادة جماعية قتلت بيروت وكل ما فيها من حياة وأمل وألوان واستنفذت طائر الفينيق وكلّ ما فيه من قوّة وإرادة حياة. ومن بعدها انتظرنا مهلة الـ 5 أيام لكشف المجرم وأسباب الجريمة أو أقله الخَيط الأوّل الذي قد يبدأ ببلسمة جرح قلوب من تمنّوا الموت يومها لكن شبحه لم يزرهم بل زار من يحبّون فكان مصيرهم العذاب بدل الراحة الأبدية.
تلت ذلك مسرحية التحقيق الدولي التي بدأت أمس على وقع التحضير لبطلان العداوة مع إسرائيل وتقاسم الثروات في المحيط ماذا سيكشف ولماذا؟ الأيام كفيلة بتوضيح الصورة ولكن من الأفضل الإبقاء على آمالنا منخفضة فتوقيت بدء التحقيق الدولي بعد أكثر من شهرين على الجريمة لا يبشّر بحقيقة.
نمنا أيضاً على رفض قاطع للحريري لاستعادة رئاسة الحكومة على طريقة “بدو منّو وتفو عليه” الى أن أعطي الضوء الأخضر وصار بدّو!
وبما أننا في بلاد المعجزات ونتأقلم مع جميع المصائب والحالات قد ننام في جهنّم ونصحو في الجنّة، لذا تصبحون على وطن!
اليانا بدران