مصيرُكم الهَرَب.. ومصيرُنا القيامة!

“قُضاة الظُّلمِ ويْلَكم        يوْمَ الظّلامِ العامْ” (من طِلبَة القيامة).

كلامٌ واضحٌ كعينِ الشّمسِ وسطَ النّهار؛ فكما انهزَمَ وغُلبَ وقُهرَ قضاةُ ذلك الزّمان ممّن حَكَموا على المسيح بالموت، وبعدها انكسرت شوكتُهم وسُحقوا كالحشرات (الفرّيسيون، بيلاطس البنطيّ، هيرودس، الخائن يهوذا الإسخريوطيّ، وسواهم)، كذلك سيندثرُ حكّامُ الزّورِ في لبنان المُتعجرفون وفاقدو الضّمير والعدالة والحقّ والمأجورون بثلاثين من الفضّة كالخائن يهوذا الإسخريوطيّ، هذا هو حجمُهم مع أسيادهم ممّن ينتمون إليهم كالجِرَاء.

وقد فسّرَ ذلك الواقع المطران بولس عبد السّاتر في عظة القيامة، وكأنّه كلام إلهيّ على لسانه: “لبنان سيقومُ كما المسيح وأنتم ستهربون كما الحرّاس عند القبر. […]”. يا له من كلامٍ مُثقَلٍ بالمعاني والرّؤى المستقبليّة عن مصير هؤلاء الأوباش والرّعاع، ومن دون استثناء، لأنّهم جميعهم متآمرون على لبنان وشعبه. مصيرُهم الهرب كالجرذان الموبوءة من وجه أنوار الحقّ والقيامة التي ستسطعُ قريبًا على وطنٍ بحجم عالمٍ بأسره، على وطنٍ الرّسالة لبنان. نقولُها صراحةً: زمنُ التّطهير العام بدأ من لبنان، وسيمتدّ على كلّ الدّول. وستتجلّى عمّا قريب حقيقة الشّعوب التي كانت مستورةً لقرنٍ ونيّف من الزّمن والذين ينطبقُ عليهم قولُ الكاتب والصّحافيّ والنّاقد النّمساوي كارل كراوس Karl Kraus: “عندما تميلُ شمسُ الثّقافة نحو الغروب، يُصبحُ الأقزامُ بقامة العمالقة”، وعالمُ اليوم، وتحديدًا لبنان يحكمه أقزام.

ختامًا، ومع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نعيدُ ونذكّر، ودائمًا في السّياق نفسه: “ما أبعدَ الجماعة الحاكمة عن الرّحمة وكم يؤلمُنا أن نراها تتلاعب بمصير الوطن وأنّها لا تُدركُ أخطاءَ خياراتِها وأنّ بعضَها يتمسّك بغير لبنان على حساب لبنان واللّبنانيّين”. (من رسالة الفصح المجيد).

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى