عزلة اسرائيل وحلم نتنياهو!

“الثورة” الاسرائيلية على القوانين والمحاكم الدولية، ودحضها شرعة حقوق الإنسان التي تشكّل أساس الأنظمة الديمقراطية، وعنادها كما تكبّرها على نصائح حلفائها بالأخص الاميركيين الذين دعموها منذ نشأتها و تكافلوا معها كليا على جميع الصعد منذ يوم “كيبور”، الوحشية اللاإنسانية التي أظهرتها منذ هجومها على الضفة الغربية.. كل هذا ادخلها في صراع كبير مع المسؤولين الغربيين الذين باتوا على وشك فكّ التضامن التاريخي مع الدولة العبرية بعدما تخطت جميع الحدود المقبولة ديمقراطيا وانسانيا. حتى الاخ الأميركي الكبير، الذي أظهر امتعاضه من تعجرف رئيس وزراء إسرائيل بسحبه حاملات الطائرات التي أرسلها لدعمه، لم يضع فيتو على قرار الأمم المتحدة بفرض هدنة لستة أسابيع. ورغم اعتبار روسيا والصين أن الموافقة الاميركية على القرار “خبث”، الاّ أن الحرب الباردة بين الرئيس بايدن ونتنياهو باتت علنية.

كما الاميركيين، سئمت المجموعة الأوروبية تعاطي الدولة العبرية مع القرارات الدولية ومطالبها الإنسانية. وهذه المرة الأولى التي يجد الإسرائيليون انفسهم في عزلة أممية كاملة، الأمر الذي سيغيّر مسار بلدهم المستقبلي وحتى وجوده إذا لم يستدركوا بسرعة ويبدّلوا سياستهم المبنية على إبادة الفلسطينيين، أو على الأقل تهجيرهم من أرضهم وسلبها. حتى صوت اليهود عبر القارات يعلو اليوم مطالبا اسرائيل بوقف ما يعتبره البعض وصمة عار ترتدّ عليهم جميعا. أي أن عزلة اسرائيل تمتدّ على قومهم ودعمهم الأهم.

اما بالنسبة الى الحرب على لبنان التي يهيّء لها نتنياهو جديّا، فمن المستبعد أن تحصل الآن بنظرنا كون الظروف الدولية ليست ملائمة على الإطلاق، حتى ولو يهوّل الاميركيون والاوروبيون على هذا الصعيد، ربما لأنهم يعتبرون أنها الطريقة الأفضل لتفاديها. لكن ما لا حسبان له فهو جنون نتنياهو الذي لا يخشى توريط اسرائيل بحروب عبثية. من هنا ضرورة الاستماع لنصائح الغرب، كي لا نحقق حلم نتنياهو بتدمير لبنان بحجة تدمير “حزب الله”. والأخطر أن هناك من يشارك العدو حلم تدمير الحزب، منهم من الداخل وآخرون في المحيط العربي.

جوزف مكرزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى