المشهد الأسود!
يطلقون مع الفجأة العناوين البركانية، فتعلو الأصوات وتهتزّ الوديان فينتفض المجلس النيابي حماسة وتزدحم شاشات التلفزيون بالتصاريح الرنّانة المؤيّدة للعقاب، هم الذين لم يكترثوا في سلب حياتنا من الفرح، أفقرونا، حفروا الجوع على جبيننا، نهبونا وشتّتونا مع المطر العاصف الجارف.
لا شيء سوى الدجل والتهريج والنفاق يندفع من افواههم.
مجرّد مسرحية هزيلة، مع كل بزوغ فجر جديد يستيقظ معها الشعب اللبناني.
الشباب المثقّف يصطف أمام درج الطائرات ولا يبقى في الصحراء سوى الأغبياء في هذا الوطن الحزين، كالغنم يهرعون خلف عصا الريّس فرحاً هو الآمر والناهي، القاضي، وأعضاء المحكمة يختار للذبح من يشاء..
انه المشهد الأسود الذي ينتظر خلف بابه مئات الألوف من البشر، لن تولد معه أعجوبة، بلبنان احرقت قصائده الساحرة، وتناثر نغم الوتر مع الجدول المسرع داخل بطن الأرض.
فلسطين تحوّلت لوهم، لذكرى بعيدة، ولبنان على طريق الانتحار والبيع بالمزاد العلني.
هنيئاً للعرب في صيفهم الآتي، هنيئاً لهم طاولات القمار الخضراء، ونواد التعرّي وزواريب الهوى داخل الارض المحتلة من دولة محاطة بالحب والدلال تسمى اسرائيل…
جهاد قلعجي