وفي الهريبة “كابن آوى”..!

لا تحتاجُ المسألة إلى تمحيصٍ وتدقيقٍ و”تكسير راس”، فالهرب من وجه القضاء جريمة، وهذا أقلّ ما يُمكن أن يُقال في هكذا قضية. رياض سلامة المنعوت بـ “الحرامي” هَرَبَ من وجه القضاء (ولا يهمّ من هو القاضي أو القاضية) ولكن الأهمّ أنّه هَرَب من وجه العَدَالة بتأمين حماية من “زعران” الدّولة، عفوًا، المزرعة.

لم يمثل “الحاكم بأمره في مصرف لبنان”، رياض سلامة، أمام القضاء (ونُعيد ونكرّر لا يهم من هو القاضي أو القاضية علمًا أنّ هناك شكاوى بسبب ادائها)، لأنّه كما يصفونه “مُجرم”وسارق ومُختلس ومبيّض، وإلاّ فما هو السّبب لهروبه في ليلة ظلماء كالحة (كوجهه ومن شاكله) لم يكتمل فيها القمر؟! علمًا أنّ الشّكاوى المُقدّمة بحقّه متشعّبة وهي على الوجه التّالي: الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال وتبديد المال العام، ومن هذه الشّكاوى والآثام يتفرّع إفقار الشّعب وتجويعه، وتهجير الشّباب النّابض بالحياة والأمل من أرضه وبيئته، وتدمير العملة الوطنيّة وضرب ما تبقّى في لبنان من مؤسّسات رسميّة ومستشفيات ومتاجر وسواها وبالتّالي، المؤسّسات الخاصّة تسيرُ على هذا الطّريق المؤدّي إلى الهاوية. باختصار ضرب رياض تاريخ لبنان وحاضره ومستقبله (أقلّه على مدى 10 سنوات)، واذا ثبت ذلك فهو مجرم بحقّ الوطن برمّته.

إنّها المرّة الثالثة التي يتغيّبُ فيها هذا المتهم عن حضور الجلسة، بذريعة أنّ المُلاحقة سياسيّة، وأنّها غير قانونيّة بسبب تقديمه دعوى كفّ يد القاضية عون عن الدّعوى وبالتّالي إلزاميّة توقيف إجراءاتها. علمًا أنّ هذه الدّعوى هي تدخل وقح في شؤون القضاء وإثبات إضافيّ على التهم الموجهة اليه!

في الختام، إذا سقط سلامة وسيسقط، سينهار هيكل الزّور برمّته.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى