استرجاع حقنا بالقوة.. او تسوية على حسابنا!

انطفأ فانوس الدعم السحري بعدما نفدَ زيته ولم يبق سوى السواد. سواد النفوس والضمائر الضائعة في غوغائية الجاه والمال والكراسي. وسواد العيش في بلد لم يعد لشعبه أي حق سوى حق الهجرة.. واتى الانفجار الأليم في عكار ليؤكد اننا وصلنا الى جهنم، ويزيد توق الهروب.

حسنا فعل حاكم مصرف لبنان بإيقاف الدوامة الجهنمية المفرغة التي ندور فيها والتي جعلتنا نعتاد على الذل والحرمان والموت البطيء بانتظار الفرَج. أي فرَج سيأتي وحكامنا مجرمون اوصلونا الى حد رغبة الاستغاثة بالشيطان لربما يخلّصنا منهم. لذا خير ان نرتطم ونستفيق أخيرا لنعيد تكوين أنفسنا بمن نجا، من ان نستمر في غيبوبة ستنهي وجودنا كشعب ووطن. هذا الشعب الذي مزّقته الطائفية، واعمته الزبائنية، لدرجة الغباء المطلق حيث لا يزال يعوّل على من نحروه عمدا، لإنقاذه.

إلى هذا الشعب “الطجّ” نقول: امامك حلَّين لا ثلاث. الحل الأول هو ان تثور عن حق وحقيق على جميع الحكام لإرغامهم بالقوة لإعادة الأموال التي نهبوها، وستساعدك عندها الدول الكبرى على تحقيق الهدف. صحيح ان الكلفة كبيرة لكنها اقل بكثير مما ينتظرنا لو بقوا. لأن البديل هو انتظار ولادة حكومة الترقيع التي ستتفق مع البنك الدولي، وصندوق النقد، وغيرها من المؤسسات الأممية التي ستمدّنا بالدعم والديون لإنعاش الاقتصاد. الامر يبدو جيدا بالشكل، لكن في المحتوى ستضع هذه المؤسسات شروطا قاسية، ورقابة دقيقة، بل ستتدخل مباشرة في القرار. وهنا أيضا سنرى في الأمر إيجابية كون السرقات الرسمية ستتقلّص. لكن المؤسسات المذكورة ليست مخوّلة استعادة المال المنهوب، وستعمل على استرداد مالها من جيوب المواطنين بزيادة هائلة للضرائب، وخصخصة المرافق الحيوية، وبيع الممتلكات العامة… يعني ما سُلب راح، واسترجاع جزء منه “مش على أيامنا”، والصفحة الجديدة التي ستفتح..ستكون على حسابنا.

جوزف مكرزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى