يا أكَلة الـ “بيتي فور” … برّاداتنا فارغة!
لقد أفرغتم برّاداتنا! لا يمكنكم تجاهل هذه الحقيقة أو تلفيق حجّة “وطنيّة” لها كي نتخدّر عنها وننساها. لقد وصَلنا إلى القعر وأنتم لستم المخلّص. إقتنعوا أنكم لستم كذلك. أشعاركم البائتة وتوصيفاتكم المغيظة للواقع لن تملأ برّاداتنا. مسرحياتكم الجامعة لأكل الـ “بيتي فور” وأخذ الصوَر على قبر لبنان الذي تحفرون، لن تملأ برّاداتنا. توقّفوا عن بَيع الكلام وإن أردتم التشبّث بالكرسي حتى انتهاء مدّتكم الدستورية فافعلوا شيئا كي يبقى مَن تحكموه.
لقد وصَلنا الى القعر في الثقة بالنفس في تقدير الذات في الأمل بالمستقبل في العمل على تحقيق الأحلام والتقدّم في الحياة، نحن جميعنا كُهلان بأجساد صغيرة، وجوهنا الشابّة يتآكلها الهمّ ونشعر مراراً بالحاجة الى الهروب بحثاً عن هويّة أو الانتحار كي نوقف حبل الأفكار المثقل بالهموم.
وأنتم مستمرّون بالاستخفاف بعقولنا وتريدوننا أن نشبك الأيدي معكم لمحاربة الفساد وأنتم الفساد، وفي الجملة عينها تهددوننا بكلابكم المسعورة إن لم نفعل، هل عقولكم كاملة؟ ضمائركم مرحومة بات الجميع متأكد من ذلك إنما هل عقولكم تعمل بشكل طبيعي؟
والمشكلة في هذه الحادثة أن نسبة مِمَن وصلوا معنا الى القعر طامرين رؤوسهم بالتراب ولا يريدون أن يبصروا النور بل يريدون اللحاق بملوك الغباء الطائفي المتعفّنين ولو انتهت مدّة صلاحيتهم.
أمّا زعران المزابل الذين فرغت برّاداتهم منذ زمن طويل فمستعدّون لفعل أي شيء كي لا يشعروا بالعجز ويعودوا بسعر ربطة خبز (قبل رفع الدعم عن القمح) على “موتسيكتهم” (قبل رفع الدعم عن المازوت).
لقد أفرغتم برّاداتنا ولم يعد بمقدورنا تلقّي المزيد من المخدّرات الوهميّة، نحن شعب كسيح مشلول يرغب بالموت كل يوم ويعجز عن العيش، لكن النور ساطع في آخر النفق ومن يصمد للنهاية سيبني له وطناً!
اليانا بدران