إغناطيوس مالويان قديس أرمنيّ-لبنانيّ
توقيت قداسته في ملء الأزمنة الأخيرة
إغناطيوس شكرالله مالويان هو واحدٌ من الأسماء التي حفرت تاريخ الكنيسة بالدم، بشركة مع دم المسيح على الصّليب. رفعَ هذا الرّاعي الصالح شعبه في دعائه وسط ضجيج الإضطهاد العثمانيّ وأودع روحه بين يديْ الآب شهيدًا للإيمان. أودعَ روحَه بعد أن ضرّج العسكر العثماني جسمه بالدّماء واقتلعوا أظافره ونكّلوا به لأنّه رفض التخلّي عن مسيحه ومواعيد معموديّته واعتناق الإسلام، وانتقلت بعد ذلك روحه إلى المجد الخالد إثر طلقة نارية من الوالي العثماني في ذلك الزّمن بعد أن يئس من إقناعه باعتناق الإسلام بدلاً عن المسيحيّة.
يأتي توقيت قداسة المطران مالويان في ملء أزمنة غير معتادة وبخاصّة لما يجري حول العالم، حيث فشلت الدّيبلوماسية والتسويات والترقيعات العالمية، ويبدو أنّ الحرب العالمية الثالثة ستنفجر مرّة واحدة من كلّ البؤر المشتعلة حول العالم إقليميًّا ودوليًّا.
أعلن مكتب الإعلام في الكرسيّ الرسوليّ رسميًّا الزيارة الرسوليّة التي سيقوم بها الأب الأقدس إلى بيروت بين 30 تشرين الثاني و 2 كانون الأوّل 2025، وذلك تلبيةً لدعوة فخامة رئيس الجمهوريّة والسلطات الكنسيّة اللبنانيّة. وتأتي هذه المحطّة اللبنانيّة مباشرةً بعد مشاركة قداسته في تركيا في الاحتفال بمرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية.
فما هي علامات تقديس المطران مالويان وهذه الزّيارة التاريخيّة في هذا الزّمن لتركيا ومن ثمّ لبنان في آنٍ معًا؟ (كل ما تمّ سرده هو بناءً على قراءات وملاحظات فردية للأحداث).
- امتدَّت أراضي السّلطنة العثمانيّة لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلات: أوروبا وآسيا وإفريقيا؛ حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى، وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي إفريقيا .ووصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وها هي اليوم ترغب في إعادة مجدها من خلال السيطرة من جديد على مناطق أو دول الجوار وتحريك العصب الإسلاميّ المتطرّف فيها، من خلال تخريج السلفيين أمثال أحمد الشرع وسواه ما يشكّل خطرًا على مسيحيي الشرق الأوسط ولبنان، في عودة إلى أحداث غابرة. وتقديس المطران إغناطيوس مالويان، ما هو إلاّ رسالة سماوية قبل أن تكون أرضيّة بأنّ تركيا مهما تغطرست فالكلمة الأولى والأخيرة هي للسماء وليس للأرض حيث تغيب العدالة.
- لعلّ نبوءة الراهب اليوناني باييسيوس الآثوسي تتحق في تركيا والشرق الأوسط. تركّز نبوؤة القديس باييسيوس على انهيار الدولة التركية التي بُنيت على باطل، على دماء المسيحيين وأنّ كاتدريائية آيا صوفيا التي حوّلتها الدولة إلى جامع ومن ثم إلى متحف ستعود إلى الإغريق، وجزء كبير من الأراضي المحتلّة لن يعود تحت حكم الأتراك، لأن الروس سوف يأخذون تركيا وسيعبر الصينيون نهر الفرات وهذا سيدل على بداية العديد من الأحداث؛ سيأخذ الرّوس تركيا ومن ثمّ تختفي من خريطة العالم.
وعن الشرق الأوسط تنبأ الراهب باييسيوس، بأن الشرق الأوسط سيصبح مسرحاً للحرب التي سيشارك فيها الروس والصينيون وستسفك دماء كثيرة، والجيش الصيني يتألف من 200 مليون نسمة وسيعبر نهر الفرات ويذهب إلى القدس.
وعن الحرب العالمية الثالثة ومستقبل أوروبا تنبأ الراهب باييسيوس، بأنه ستكون هناك حرب كبيرة بين الروس والأوروبيين، والكثير من الدماء ستراق. ولن تلعب اليونان دوراً في الحرب، ولكن الروس سوف يمنحون القسطنطينية لها، ليس لأن الروس يعشقون الإغريق ولكن لأنهم لن يعثروا على حل أفضل وسيتم تسليم المدينة إلى الجيش اليوناني قبل أن تتاح لهم فرصة الوصول إلى هناك.
باختصار، ما يعلمه الفاتيكان لا يُعلن دائمًا، ولا مكان للصّدفة في مفهوم الفاتيكان والكنيسة.
- عُرف لبنان (أو جليل الأمم) منذ زمن الأنبياء وتحديدًا النبي موسى بوقف الله على الأرض، حتّى أنّ المسيح ولد من أرض الدّماء التي لغاية اليوم لم ينضب دمها ولم تفقد إيمانَها. هذا الوطن الذي كان ملجأً للمسيحيين المضطهدين في الشرق ومن بينهم الأرمن الهاربين من شرّ العثمانيين (أو الأتراك اليوم)، وملجأً للأقليّات. وهو الوطن الذي ذكره العديد من الأنبياء وحتّى القديسين في الزّمن الحديث ودوّنوا نبوءاتهم المقدسة عنه، والتي ركّزت بمعظمها على أنّ الخلاص العالمي سيخرج من لبنان بعد مخاضٍ عالميّ قاسٍ. والبابوات على مرّ العصور ومنهم البابا الحاليّ يمتلكون كلّ هذه النبوءات وأدلّتها والرسائل المقدّسة.
- أخيرًا، زيارة الفاتيكان للمنطقة، هي زيارة توطيد أواصر المسيحيين فيما بينهم أوّلاً، ومحاولة توطيد علاقة المسيحيين والمسلمين والديانات الأخرى، قبل أن تندلع الحرب العالمية الثالثة، لأنّ الشرارة الأكبر ستنطلق من الشرق هذه المرّة.
إدمون بو داغر