Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

الحمار هو المهندس الأوّل!

وحده الحمار يعمل على شقّ الطّرقات الجبليّة من دون آلاتٍ للحفر ومن دون أيدٍ عاملة، ومن دون أيّ تكلفةٍ، لانّ الكلفة تقع على عاتق الحمير، فوحده يدفع المبالغ من جهده وتعبه وصبره عبر ثقل أحماله وجلاله كما تقول العاميّة.

أين نحن من هذا ” الجلال” الذي بات بعيدًا عن الاستخدام، لدرجةِ أن رؤية الحمار يجتاز الدّرب الجبليّ المتعثر المصير عليه أصبح في خبر كان، والصّدف أنّ الحمير هاجرت الدّروب الجبليّة بسبب عدم اهتمام الإنسان بحكمة الحمير الهندسيّة، مع العلم أنّ الحمار كان يعتبر قديمًا المهندس الأوّل بشقّ الطّرقات الجبليّة التي يصعب على الإنسان أن يسلكها، ولكن للأسف الشّديد بعد موجة النّسيان التي تعرضت لها الحمير فقد أصبحت فقط ” للفرجة” أي إذا صادفنا حمارًا في الطريق أو قرب منزلٍ يكون محطّةً لتسلية الأولاد، وهزء الناس منه بقولهم وجدنا حمارًا!

وهنا أشير إلى اجتماعٍ قرّروا فيه منح التّبرعات لشقّ دربٍ جبليٍّ يخدم زيارة الأماكن المقدّسة أوالأثريّة، فيا حبّذا لو جمعت هذه المبالغ الماليّة وتمّ بقسمٍ منها شراء عددٍ كبيرٍ من الحمير واستخدمت في شقّ الدرب الجبليّ المطلوب، بالفعل كانت التّكاليف أقل بكثير حتى ولو أخذت وقتًا أطول، وأمّا الاستفادة الثّانيّة هي إعطاء القيمة المهنيّة للحمير مجدّدًا، وإزاء هذا الواقع تكونوا قد ساهمتم في توفير الأموال وزيادة عدد الحمير المستخدمة لهذه المشاريع التي تخدم الإنسان والإنسانيّة.

وهنا نلفت إلى أنّ القديسين قد سلكوا الدّروب التي سلكها الحمير لكي يصلوا إلى دروب الأديار التي تعمل في خدمة الإيمان والسّلام والسماء، لذا من فضلكم حافظوا على طبيعة الدّروب من أموال جمعت من أجل تحقير الحمير ولو على حساب أعجوبة ثمنها حبّ الطبيعة والمجتمع الإنسانيّ.

الحمير هي التي شاركت المسيح في المذود، وفي الشعانين وشقّ دروب القديسين!

صونيا الاشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى