Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

“الكبّة النّيّة”!

“داعيكن أكبر عالِم بالزراعة الشّرقيّة، عم بِزرَعْ بِرغُل ناعِمْ تَ يفرِّخ كبّة نيّة”

ما رأيكم بهذا القول الفلسفيّ النّابع من صدق قائله الذي كان يعيش في كنف ضيعةٍ همّها الزراعة الشّرقيّة، أمّا محصولها فهو الفوضى والغشّ في العطاء الكاذب، هذه هي قصّتنا في طريقة التّعاطي والتّواصل مع بعضنا إلى بعض.

فلا نسمع غير الخطب والمناداة والتّهم وكلّها لا تُجدي إلى نفعٍ يخدم الإنسان والإنسانيّة والوطن، فلم نُجبر على الشّعور بأنّ زرعكم يا أيّها المسؤولون يتعارض مع مواسمكم، حيث توهموننا بأنّ “الكبّة النّيّة” باتت من نصيب كلّ مواطنٍ همّه العيش بهناءٍ واعدٍ ولكن في الحقيقة لا يحصل إلاّ على ” البرغل النّاعم”.

كفاكم كذبًا وخداعًا، لدرجة أنّ اللّحية باتت تعاني من النّموّ بسبب تعرّضها إلى الحلاقة النّاشفة المتكرّرة، فيا أيّها المسؤولون مجدّدًا، فما نفع زراعتكم من دون رجالٍ يحافظون عليها؟ وما نفع وطنٍ من دونٍ زنودٍ بأسُها القوّة والشّجاعة والقدرة في حقل الصّدق الذي إنتاجه يكون من صنفه؟

فأصنافكم الزّراعيّة لم تعد في الحسبان، فالحصاد مزغولٌ ومهما حاولتم إصلاحه فلن يجد عابر سبيلٍ بعدما فكّكتم أوصاله، فإنّ الوقت يمرُّ سراعًا وعصافير بطوننا تنادي أين هي ” الكبّة النيّة” الموعودةُ ، ولكن ما يقلقنا نحن الشّعب المقهور أن نتحوّل إلى “كبّة نيّة” وبعد ذلك من سيدافع عن من؟ ومن سيستمع لمن؟ ومن سيحاور من؟ ومن سيتّهم من؟ وحدها حقيقة “البرغل النّاعم” ستأتي لتذكّركم أنّ الأرض الخصبة لن تلين ولن تبيع ضميرها، ولن تخذل مقهورًا، لذا فما عليكم غير تصحيح مساركم الانتاجيّ وإلاّ ستبتلعكم السّياسة الخارجيّة، إذ ذاك لا يبقى أمامكم إلاّ باب الدّخول الذي ينتظر خروجكم من دائرة هذا الوطن الغاضب، عندها تصبح الحريّة للشّعب المقهور أن يزرع ما يشاء ويحصد الحصاد الّذي يتمنّاه!

صونيا الاشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى