بلدية طرابلس: ضحية السياسة الخنفشارية والطبقة البازارية!

لم تنته انتخابات بلدية طرابلس على خير! وهي في الأساس لم تبدأ على خير ولم تجر على خير! ولم تُقفل صناديقها على خير ولم تُفتح على خير! ولم تُفرز أوراقها على خير ولم تصدر نتائجها على خير!… لتأتيك استقالة نصف أعضاء المجلس البلدي المنتخب! لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير! لتذهب بالبلدية نحو الإنحلال! وطرابلس كالكثير من البلديات اللبنانية خاضت انتخاباتها بشعارات إنمائية! إلاّ أنها في الواقع “الواقع على رؤوس الناس” كانت سياسية وحزبية وزعاماتية ونيابية ووزارية الى آخر المعزوفة الآذارية الأيارية!
في طرابلس اشتبكت لوائح عدة أبرزها “نسيج” و “رؤية” وتداخل وتشابك من خلالها نواب طرابلس ووزراؤها سابقون وحاليون ومستقبليون! من هنا محور ايهاب مطر المدعوم من نجيب ميقاتي! ومن هناك محور كرامي، ريفي، ناجي وكبارة! وبين المحورين وحولهما وحواليهما متزعّمون وزويعميون! ريّاس وأعضاء! وائل زمرلي في مواجهة عبد الحميد كريمة! وبين رئاسة البلدية ورئاسة الاتحاد، الاستقالات عند المحافظ بالإنابة ايمان الرافعي! التي تستنفد المهلة القانونية إلى أقصاها! لربما يهبط الوحي على الرؤوس الحامية! وفي وقت دخل الشيخ سالم الرافعي على خط الاتصالات لتبريد الأجواء! يراهن كثيرون على انتخابات فرعية جديدة تعيد خلط الأوراق الطرابلسية!
إذاً لم تكتمل الفرحة في طرابلس أملاً ببلدية تنتشلها من واقعها المزري اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً! فتدافع وتدافش ريّاسها وأعضاؤها من على سطح البلدية! وهذه المرّة ليس كرمال وردة الجورية! بل ضحية السياسة الخنفشارية والطبقة البازارية!