طريق فلسطين لا تمرّ في ضبية!
هل يعلم الذين تظاهروا على مشارف السفارة الأميركية في عوكر أن طريق فلسطين لا تمرّ من هنا؟! غالبيتهم تعلم! ربما بعضهم يدّعي أنه لا يعلم! وربما بعضهم الآخر لا يعلم لماذا جاء وإلى أين؟! لكن الذي أوعز إليهم يعلم! كيف ولماذا وإلى أين أرسلهم! هل يعلم كل هؤلاء أن حرق وتحطيم أرزاق الناس في عوكر وضبية* لا يقل فظاعة عما ترتكبه إسرائيل بحق المدنيين في غزة؟! هل يعلمون أنهم يصرخون ويكسرون ويحرقون على بعد كيلومتر من السفارة؟! فالأميركي لم يتضرر! لبنان هو المتضرر الدائم! هل يعلم أولئك أن مواجهة الجيش الإسرائيلي لا تكون بضرب الجيش اللبناني بالحجارة وشتمه! هل يعلمون أنهم أخطأوا بالمكان والزمان وبالسياج وبالحدود وتخطوا حدود المنطق والعقل والمعقول! هل يعلم هؤلاء فلسطنيين كانوا أم لبنانيين، أن طريق تحرير القدس لم تمرّ في جونية ولن تمرّ في ضبية ولا تمرّ في عين الحلوة ولا في بيروت أو صيدا! هل تعلم السلطة اللبنانية أو بالأحرى “السَلَطة اللبنانية” أن اللبنانيين هم الذين يدفعون دائماً الثمن؟! ثمن تواطؤها وتخاذلها وهروبها إلى الأمام ودفن رأسها بالرمال! وكما يُقال هي آخر مَن يعلم! وإذا كانت لا تعلم فتلك مصيبة! وإذا كانت تعلم فالمصيبة أعظم!
*في تظاهرة مشابهة منذ سنوات من حيث الشكل والمضمون! قال رئيس بلدية ضبية قبلان الاشقر للمتظاهرين “لقد أضعتم البوصلة طريق فلسطين ليست في ساحة عوكر!.. صححوا البوصلة وإلاّ ستخسرون فلسطين!” هل يوجد اليوم مَن يصحح اتجاه البوصلة؟! رحم الله قبلان الذي لم يكن بعيداً عن أرض فلسطين فهو زارها في أربعينيات القرن الماضي وأقام فيها وسار على درب الصليب.
انطوان ابوجودة
