قانون البشر “النّكرات”!
لم يعدْ يعنيني بعد اليوم قانون البشر!
وما هو قانون البشر سوى عبادة المادّة والوَلَع والهُيَام بها.
قانون البشر ليس حيوانيًّا ولا غرائزيًّا ولا طبيعيًّا، بل هو قانون “النّكرات” القائم على مضاعفة القوّة على أنقاض الحقّ.
قانون البشر “النّكرات”، إنفاق الأموال على صناعة وتطوير الأسلحة على حساب إطعام وإشباع الجياع ومعالجة المرضى وأصحاب العِلَل.
قانون البشر “النّكرات”، قتل الكائنات تحت ما يُسمّى “صيدًا” لإشباع هواياتِ كبتٍ وإعاقات نفسيّة مُنكَرَة.
قانون البشر “النّكرات” تلويث الهواء والمياه والتربة لقضاء حاجاتِهم التي تخطّت حبّ الذات والتعجرف والنّرجسيّة إلى المُنْكَرَات.
قانون البشر “النّكرات” هو وزنٌ إضافيّ على قشرة الأرض، حتّى أنّ هذه الأخيرة سئمت من أوزان البشر وأعمال أيديهم القذِرة والمُنْكَرَة.
قوانين البشر آفاتٌ، وآفاتُهم هي خيانة واستكبار وغشّ وحقد وبُخلٌ وحبّ التّزكية والرّياء وحبّ الظّهور والنّفاق والغرور والغضب والسخافة والسطحية والغباء والغي والإغواء والفجور والمجون والجحود والهوى المنحرف والإستعباد للمال والضجر والهستيريا والأرق والتململ وإلى حيث ألقت.
أنكر الإنسان إنسانيّتَه حّتى أصبحَ من النّكرات، إلى أن غدا عبئًا على الكوكب، وتتّجه الأمور بالتوازي: بين انحراف عقارب ساعات الأرض والطّبيعة الأم عن مسارها وفقدان توازُنِها وقدرتِها على احتمال شنائع الإنسان المُنكَرَة ونهَمِهِ الحقود والذي بلغ حدَّه ولا بدّ من استيقاظ الكوارث الطبيعية انتقامًا لحقوق الأرض والطّبيعة، وما يحصل ليس سوى البداية. وبين ما تحضّره النّخبة الحاكمة الشريرة والتي ستُفني نفسَها بنفسِها عمّا قريب.
إدمون بو داغر
