كف المعمورة وكعب الجورة!

إذا كان أحد “الأهالي” – وهو “المصطلح” الحزبي الجديد لما بعد الحرب الأخيرة!- الذي صفَع أحد الجنود الدوليين في الجنوب كفاً على وجهه، لا يدري ماذا يفعل فمصيبة! وإن كان يدري فالمصيبة أعظم! أما الذي صفَع الشيخ ياسر عودة كفوفاً في الضاحية الجنوبية يدري و”مكتّر” ومتى وكيف ولمن ولماذا؟! فيما المسائيل الثقيلين يركبون على أكتاف الناس ويقولون لهم أن البلد على كف عفريت وفي الوقت عينه يصفعونهم كفوفاً يومية! وفي الواقع أن عفاريت هذا الزمن الذين وضعوا بحصة لعفريت ذاك الزمان يلزمهم كفوفاً لا تُعد ولا تُحصى! في وقت مجلس الأوزار “نازل كفوف باللبنانيي متل المنشار عالطالع والنازل”! ويجاريه مجلس النوام الذي امتهن نزلاؤه الكفوف بحق ناخبيهم! وهم يلزمهم “كف حرزان” كي يستفيقوا من سباتهم ويسمعوا سبابهم! في حين لم يستفق بعد المودعون من كفوف المصرِّفين والمصرفيين المتواطئين مع المتصرّفين! ويستمر المتسلّطون والمتحاصصون والمافياويون بضرب مشروع الدولة كفاً وراء كف وسنة بعد سنة خدمة لمصالحهم وزبائنيتهم! وفوق كل ذلك لا تتوقف اسرائيل عن ضربنا الكفوف في وسط عالم مكفوف! تحت أنظار مجلس الأمن الذي امتهن عدّ الكفوف! وعلى مسمع الجامعة العربية “المتمسَحة” التي لا تحسّ بالكفوف التي تتلقاها الشعوب! وفي خضم ذلك تستأهل الشعوب اللبنانية كفاً “مطنطناً” كي تعي مصلحة وطنها لا مصلحة أحزابها وطوائفها ومتزعّميها! وتُصبح شعباً واحداً يصفع فيه جلاديه وسارقيه وناهبيه ومغتصبيه كفاً واحداً موحّداً يُسمع صداه في أرجاء المعمورة ويودي بهؤلاء إلى كعب الجورة!
انطوان ابوجودة