لبنان يناديك .. والشّرق يناجيك!!
زيارة قداسة البابا لاون الرّابع عشر التّاريخيّة إلى لبنان بعد طول انتظار، ستحوّل الحياة إلى أرجوانة مخمليّة، تحصر بوهجها “الإرهاب” تدريجيًّا! لعلّها أعجوبة أرادها الله هديّةً إلى لبنان الحزين، ومع حلولها، ستفيض النِّعم ” الخلاصيّة” وتبدأ الأصوات السّماويّة تردّد على الأراضي اللّبنانيّة كافةً: ارحل أيّها الإرهاب، واستعدّ أيّها السّلام… فلبنان يناديك .. والشّرق يناجيك!
القداديس والصّلوات والعظات، ستحوّل الرّياح “الإجراميّة ” الهوجاء إلى لحونٍ ملأى بالنّدم، معلنةً: يا ألله ارحم ضعفنا، واجعل من توبتنا نشيدًا خلاصيًّا، نناشد عبرها السّلام الإنسانيّ الحقيقيّ.
فيا بيادر الأمل التّغييريّة ستبدأ عناقيدك تلوّح بعرس قانا جديد، وعلى الرّغم من الظّروف الصّعبة التي يتخبّط بها لبنان والشّرق الأوسط، فإنّ الأيادي الّشّريرة التي أهلكت لبناننا وشرقنا ستنكسر في القريب العاجل؛ ومن بين السّياسيين البّارزين الذين تركوا بصمتهم في تاريخ لبنان، الرّئيس كميل شمعون رحمه الله، كان يؤكد بأنّ الحرب في الشّرق الأوسط تبدأ في العراق وتنتهي في لبنان، وزيارة البابا لاون ستتوّج الخاتمة بإذن الله!
الحروب التي طاولت شرقنا ودمّرت معنويّاتنا، فرضت على كلّ أدمغتنا سلوك طريق الهجرة ” الشّرقيّة ” صوب الرّحاب “الغربية”، وأصبحنا
للأسف الشّديد، نفتقد إلى الأدمغة التي ستعيد بنيان ما سُلِب منّا قسرًا! إنّه الحلم؟ ولكن مع زيارة قداسة البابا سيصبح الحلم حقيقة.
رئيس دولة الفاتيكان سيزور لبنان، حاملاً معه سنبلة السّلام المكرّسة من ضريح مار شربل عنايا؛ لن يترك جائعًا إلاّ وسيطعمه الرّحمة الإلهيّة، فنِعَم سنبلة البابا إلى لبنان في هذه الظّروف الصّعبة سهلة المنال، وستطول نعمها شرقنا الدّامع، ونحن في لبنان ننتظر أيضًا سنبلة الفرح والخلاص لكي تمنحنا طمأنينة العيش بعد غيابها عند باب كلّ مسؤولٍ همّه الجيوب على حساب كلّ إنسانٍ موجوع!
صونيا الاشقر
