Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

من دبكةٍ إلى دبكة!

تحوّلت قاعة الأمم المتّحدة منذ أسبوع إلى ساحة دبكةٍ فلسطينيّة. يشهدُ العالَم تحوّلاً نحو الإنتفاضة ضدّ سفك الدّماء، ضدّ نكبة 1948، بإعادة الاعتراف بدولة فلسطين، بل إخراجُ اسمِها إلى الضّوء مجدّدًا وغصبًا عن النازية والفاشية الصهيونيّة. إنّها انتفاضة ضدّ ذريعة “عداء الساميّة” التي غدت موضة قديمة وفاشلة بالحجّة والبرهان والإقناع ومبتذلة، بل غدت حجّة لسفك مزيد من الدّماء وتجويع المزيد من البشر واحتلال أكبر عدد من الأراضي في الشرق الأوسط، وقد تفوّقت على النازية بإبادة الأبرياء من الأطفال والنساء والرّجال والكهول.

لن تمرّ هذه الإنتفاضة دون سقوط النّظام العالميّ الحاليّ انتقامًا ولن تمرّ عزلة نتنياهو وربعِه دون اشعال الحرب العالمية الثالثة عمليًّا. قد يتفوّق العديد من النّاس بحديث الصالونات قائلين بأنّنا “نعيش الحرب العالمية الثالثة”. ولكن لا. هذه الحرب العالميّة التي غدت قريبة جدًّا لم تشتعل بعد؛ لقد قال يومًا ألبرت أينشتاين: “أنا لا أعرف ما هي الأسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة”. وموقف أينشتاين هذا قد يؤكّد لنا الفرضيّة الأولى، وهو عالِمُ الفيزياء الذي أفنى جزءًا من حياته المهنيّة في دراسة تكنولوجيا الذرّة واستخدامات الطّاقة الذريّة، ناهيك عن نظريّة النسبيّة (General relativity)، وهو الذي افترض أنّ السّفر في الزّمن (time travel) ممكن علميًّا إذا سبقت سرعة الجسم سرعة الضّوء، وعلى ذلك بنى معادلته (Equation) الشهيرة.

كلّ كوميديا تراجيدية في العالَم عامّة والمنطقة العربيّة خاصّة يصلح فيها قول محمد الماغوط “كل طبخة سياسية في المنطقة أمريكا تعدُّها وروسيا توقِدَ تحتها وأوروبا تبرّدُها وإسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون”. ولكن هذه المرّة لن يسلم هذا القول، فالمتبصّر جيًّدا بالأحداث يستنتج استنتاج اليقين أنّ كلّ هذه الدّول والشعوب التي ذكرها الماغوط يستعدّون للإشتراك في حرب عالمية جديدة وأخيرة لقرونٍ آتية، كلّ بحسب نهجه في الأساس ومصالحه.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى