شهادةُ سوءِ سلوكٍ لحُكمٍ “أجْحَش”!

لا نعَوّلَنَّ على هذه الطُّغمة السياسيّة بعد الآن، ولا نُعيْرَنّها اهتمامَنا وآمالنا بالنّهوض بوطنٍ شبهِ خالٍ من “الخزعبلات الإفساديّة”، فقد بات محسومًا أمرُها بالنّسبة للمجتمع الدّولي، وبخاصّة بالنّسبة لفرنسا والفاتيكان والإتّحاد الأوروبيّ مجموعًا. إنّها الخُلاصة الشّاملة التي توصّلت إليها دولٌ عدّة مهتمّة بالأزمة اللّبنانيّة، حتّى فرنسا التي تقدّمت مرّات عدّة بمبادرات لإخراج لبنان من هذه “الزّمبليطة”، فقدت الأمل بمنظومة النّظام العَفِن من رأس الهَرَم إلى أسلفه، وما أكثرَ السَّفَلَة والسُّفْلِيّين في لبنان.

لقد وَرَدَ في أحد التّقارير الفرنسيّة عبارة “لبنان دولة فاشلة”، ولكن في الحقيقة إنّها شهادةُ سوءِ سلوكٍ، ليس للشّعب اللبنانيّ الأبيّ، ولكن لأمراء الحرب الأهليّة اللبنانيّة الذين لا يزالون في الحُكم والإفساد إلى اليوم، دونَ أن يرفّ لهم جفنُ الضّمير الحيّ. تربّعوا على كراسيهم على أنقاض الموتى والشّهداء وعلى حساب الأرامل والأيتام، شأنُهم شأنُ كثيرين مَنْ بدَّلَت الحربُ الأهليّة جيناتِهم، وحوَّلَتْها إلى جينات شرّيرة وأنانيّة.

لا زال الكثيرُ من الجهات والمحلّلين السّياسيّين المحلّيين والإقليميّين، يعتقدون بأنّ لا حلّ في لبنان بدون اتّفاق أميركيّ-إيرانيّ يرسمُ أسسَ تفاهمٍ جديدة لكيفيّة حلحلة الأزمة، ما يعني أنّنا لا زلنا ننظرُ إلى أنصاف حلولٍ أو بتعبيرٍ آخر إلى تسويات وترقيعات موقّتة، تندثر في ما بعد؛ هذا ما لن يحصل بعدَ الآن، وإذا ما حَصَلَ ذلك من جديد، يعني أن مِحورَ الشّر سيبقى مُنتصرًا، وأنّه سيولّد نفسه من جديد، لا سَمَح الله. جُلُّ ما سيحصل هو انقلاب شامل للمُعطيات الحاليّة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، بعد أسابيع أو أشهر معدودة. وعن هذا الطاقم الحاكم والمتحكّم “الأجحش” في لبنان، فلن يرحمَه التّاريخ، ونقول: “كان الله بعونِ المُحسنين”!

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى