وعد الحر.. يري ديون!

في مثل هذا اليوم استشهد رفيق الحريري وأورثنا العديد من المصائب والويلات لا نزال نتخبّط بها. وقد تكون المصيبة الأكبر الناجمة عن سياسة البذخ وعدم الحساب والمحاسبة، تكمن بالإفلاس الذي وصلنا اليه الآن.

أذكر جيدا، عندما عبّرت في أحد لقاءاتنا الخاصة عن خشيتي من تراكم الديون بشكل هائل حيث تخطينا بأضعاف الكلفة المفترضة لإعادة الإعمار، ردّه بالقول”ما تخاف بوعدك إنو ما لح نفلّس.. شفت شي بلد فلّسوه؟”. كان واثقا من نفسه، وربما كان لديه رؤيا واضحة عما سيقدم اليه.. لو خلّد! لكنه زال، وتركنا في مهب الريح مع من خلَفه وتخلّف عن هذا الوعد، وباقي الوعود التي قطعها “الشيخ رفيق” للبنانيين.

أما اليوم، وقد وصلنا الى الإفلاس الذي وعدني الرفيق انه لن يحصل، لا يزال الأشخاص أنفسهم الذين كسروا حلم الحريري وأجهضوا مشروع بناء بلد عصري ومثالي، يتحكّمون بالقرار مباشرة أو متخفّين بلقاءات ونواد سياسية باتت أشبه بقميص عثمان.

من هنا يمكننا القول أن من خلَفه حوّل وعد الحر..يري الى ديون تثقل الوطن والمواطن، فيما امتلأت جيوب النافذين.

نفق الخلافة المظلم!

أكد الحريري الصغير في ذكرى اغتيال والده ما قلناه مسبقا: لا مفرّ من تخطي العقبات وتشكيل الحكومة بأقرب وقت، لأن الحالة الاقتصادية والمالية والصحية تتدهور بشكل مخيف وسيصل الوضع الى حدّ لا يحمد عقباه. وعندها سيدفع الجميع دموعا ودما ثمن التلكؤ عن تحمّل المسؤولية. ومن جهة ثانية إذا لم يفلح سعد بمهمته الحالية، سينتهي دوره ومعه ربما الحريرية السياسية، وستدخل الطائفة السنّية في نفق الخلافة المظلم.

يبقى السؤال: هل سيحرّك الحريري عجلات التأليف بأفضل الممكن، أم سيبقى على سياسة السلحفاة التي تبناها، ببطئه كما تقوقعه عند كل استحقاق بدل أن يتخطى المصاعب؟

 

جوزف مكرزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى