يتعثّر الفيل والكتاب لا يحترق!

ينتشر غيم القهر.

لم يتمكن المطر من غسل الوحل من تجاعيد الطفولة.

وتتفجر من حين لآخر آهات وأنّات تولد تحت أشعة الشمس، تحاول ترميم ما تيبّس، غربلة الطرقات من المسامير التي تجرح القدم العارية.

ويتنهّد الجرس،

وتنحني النخلة،

وتتشبّث الولادة بحلمة الصدر، وما تبقى من شجر اللوز والزيتون والسمك.

الهواء يحمل الجرح،

والصقيع يرصد القلم المرتجف.

معجوق هو المذبح بتراتيل الساديّة.

من زمن بعيد لم يتوقف الجلاد عن ذبح الفراشة.

ويسقط البيت الثلجي تحت رنين الأحجار والصوت المبحوح، ويدور الصراع مجدداً بين شهقة الموج والشاطئ الذي اختفى.

بين عود الكبريت الذي يحرق الشجر، واصرار الجبهات على الشموخ لاستنشاق رائحة التراب وعطر النهر.

لم تبتر يد الابداع ولم ترحل الحمامات عن نوافذ العشاق.

منذ آدم وحواء يحاول الجلاد تعطيش الارض.

الاحرف لا تحتاج لأكثر من نبع صغير وعنقود عنب تولد قصائد يتعثر الفيل لكن الكتاب لا يحترق.

جهاد قلعجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى