في حرب الكرامات أنتم الخاسرون!
أريد أن أكتب عن مشاكل بلادي الكثيرة لكن جل ما يمر في بالي ليل نهار هو بيروت المكسورة. بيروت التي خانوا باعوا وتاجروا بدماء شبابها. بيروت التي استشهدوا مقابل مال وسلطة وأجندات عفنة. بيروت التي قتلوها ومشوا في جنازتها بكل وقاحة! بيروت التي حاولوا دفنها فثارت إنسانية وإلفة وحب وعنفوان!
لا يمكنكم دفن بيروتنا كما لا يمكننا دفن جريمتكم. مهما حاولتم التحايل والتحاذق والتلاعب بالحقيقة ومهما بحثتم عن كبش محرقة لن تتمكنوا من التفلّت من العقاب. لا ننتظر محكمة دولية ولا تحقيقات فالخائن أنتم أجمعين لطالما كنتم أنتم وما حصل هو نتيجة سنوات من الصفقات المشبوهة لبيع الوطن لم تتوقعوا أن تنفجر هكذا في وجهكم.
كفى كلام فارغ وخطابات واستهزاء في عقولنا يا نعامات السلطة، ازرعوا رؤوسكم في التراب واطمروها وابقوا في الأسفل فالأسفل يشبهكم علّكم في ذلك تنعموننا بسكوتكم وتجدون أحبابنا الخمسين المفقودين.
سيعود ماكرون في الأوّل من أيلول بعد أن أمهلكم أياماً لتسترجلوا وتحاولوا أن تلملموا ما تبقى من كراماتكم وتشكّلوا حكومة نظيفة وتبدأوا بالإصلاح لكنكم فوق جثثنا تتفقون على تقاسم الحصص.
ماكرون آت في أوّل أيلول ليستذكر معنا يوم كان لبناننا كبيراً قبل أن تتربّعوا على رقابنا فتصغّرونا وتصغّروه. نحن ما زلنا جالسين في صدمتنا نبحث عن هويتنا التي حرقها انفجار عمالتكم، نحاول النظر الى فوق علّنا فوق الدمار نرى أملاً. نحاول غض النظر عمّن يأتي مصطحباً كاميراته ليتصوّر أمام فاجعتنا مبتسماً ثمّ يمضي بمسرحية شعوره بالألم العميق، وعند إطفاء الأنوار ينام هو في فراشه الآمن ونحن نحاول النوم والخوف يمنعنا!
أفكارنا مبعثرة وحياتنا مشتتة ومستقبلنا مجهول لكن حقيقة واحدة جليّة وثابتة، حان وقت رحيلكم وسينصرنا الله وماكرون الآتي في الأوّل من أيلول فانتظروه!
اليانا بدران