Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

امْتَهَنُوا فُقدانَ الكرامة والشّرف!

تكمُنُ المهزلة الكُبرى منذ تاريخ الأزمنة التي تعود إلى ما قبل المسيح وتحديدًا إلى زمن الفينيقيين، في أنّ اللبنانيّين سلاّن (جمع سليل) الفينيقيّين لم يمتهنوا يومًا الكرامة والشرف كما يجب أن تُمتَهَن، بل عُرفوا منذُ أن عُرفوا بالمواربة والمُراوغة والإلتباس. وَمن اضطلع مليًّا على تاريخ الحضارات القديمة قد يكون مرّ على عدد من الروايات التي تمّ تناقلها عبر الأجيال إلى يومنا هذا. ألرواية الأولى هي أنّ الفينيقيّين أسلاف اللبنانيين اليوم كانوا شغوفين بالخداع إذ كانوا يصنعون النّبيذ ويضعون العلامة التجارية الخاصة بالرومان في ذلك الوقت على الزجاجات على أنّه نبيذ روماني أصيل، ولكن الحقيقة أنّه نبيذ مموّه ومزوّر. والرّواية الثانية هي أنّ الفينيقيين أسلاف اللبنانيين اشتُهروا ببيع نسائهم واستغلالهم بالدّعارة لربح المال بأيّ طريقة كانت.

يظهرُ جليًّا أنّ توم باراك يعود في كلّ لقاءٍ مع اللبنانيين إلى غياهب تاريخ بلاد الشام وعلى ما يبدو في اللقاء الأخير مع الصحفيين عاد إلى زمن الفينيقيين، وقد أثارت تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك من قصر بعبدا، التي وصف فيها أجواء أسئلة الصحفيين اللبنانيين بأنّها “فوضى حيوانيّة” موجة استياء واسعة تخطّت الحدود اللبنانيّة. ولكن المشكلة الكبرى تكمن في بعض “الأوباش” من الجهات السياسية والإعلامية المحليّة تبرير كلامه، وهؤلاء أثبتوا أنّهم فاقدو الكرامة والشرف، ويبرّرون السفاهة ضدّ لبنان واللبنانيين ولا يعلمون شيئًا عن سلوكيّات العمل الديبلوماسيّ، وهذا ما يبرّر ما تقدّم في بداية المقال عن نهج الفينيقيين واللبنانيين من السَّلف إلى الخَلَف.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى