هل يعود إلى رشده ويتخلّى عن مرشده؟!

في الفصل الأخير من العام 2023 قرر “حزب الله” الإنتحار البطيء فدخل في حرب إسناد لغزة! ليصل بعد عام من ذلك التاريخ إلى الإنتحار السريع في آخر فصل من العام 2024 وفي أقسى فصل من فصول حروبه مع إسرائيل! فأودى بنفسه وبالبلاد والعباد إلى الهاوية! بعد أن استجلب عزرائيل إلى عقر داره! وفي الفصل الأخير من العام 2025 أراد الحزب المذكور استكمال عمليته الإنتحارية بالقفز من فوق القانون ومن فوق الدولة لينتحر مجدداً! إنما هذه المرّة من على صخرة الروشة! في بيروت! وليس على منصة حقل كاريش! ولا عبر سنسول مرفأ حيفا! ولا من فوق مدرج مطار بن غوريون! فبدل أن يعبر إلى القدس عبَر إلى صخرة الروشة! وبدلاً من أن يتحدّى إسرائيل التي تعربد يومياً وتنتهك وتقتل وتدمّر! (متلطية باتفاق وافق عليه هو مع أركان الدولة اللبنانية السابقين وبعضهم من المستمرّين!) قرر تحدّي الدولة اللبنانية ليتباهى بإنجاز عظيم ألا وهو إضاءة صخرة الروشة بصورتي أمينيه العامين السابقين! فيما أمينه العام الحالي مستمر ببطولاته وعنترياته التلفزيونية! دون أن ينسى في مفارقة مضحكة مبكية عرض صورة الشهيد رفيق الحريري! وعوضأ من أن يهاجم الكنيست والمجلس الوزاري الإسرائيلي ونتنياهو! ارتأى مواجهة السراي اللبناني والحكومة التي يشارك فيها ورئيسها!
ثقيل جداً فصل الخريف بتساقط أوراقه الصفراء! من إنتحار إلى إنتحار ومن إنحدار إلى إنحدار! ومن إندحار إلى إندحار! لم يتخيّل الحزب الإلهي يوماً “وبالطبع الله ليس لديه حزب”! أنه وبعد كل الإستكبار والإستعلاء خلال فصول السنوات والعقود سيصل إلى الفصل الأخير ليجد نفسه على صخرة الروشة في مواجهة اللبنانيين عامة وبيئته خاصة! فإن تقدّم سقط وإن تراجع سقط! حبّذا لو يعود إلى رشده ويتخلّى عن مرشده! ويعود إلى لبنانيته ويتخلّى عن إيرانيته! ويتنازل عن الدويلة لمصلحة الدولة! ويعيد الطائفة إلى كنف الطائف ومرجعية المؤسسات وحضن الوطن!
انطوان ابوجودة