وعاقَبَ بعضهم ببعض!
إقتربت جدًّا الحرب العالمية الثالثة، وهي توشك أن تنفجر… وتجمعُ ساحتُها الصين وروسيا وكوريا الشمالية من جهة وأوروبا وأميركا من جهة أخرى.
علّق الرّئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصّته Truth Social على اللّقاء الذي جمع بين الرّئيسين الروسيّ والهنديّ ونظيرِهما الصينيّ، بأنّه خسر الهند وروسيا أمام أعظم وأعمق نظام، وقال ترامب بحسب تغريدته إنّه “يتمنّى لهم مستقبلاً طويلاً ومزدهرًا معًا”. هذا التّصريح المكتوب من قِبل ترامب يُظهرُ قلبَه المكسور لخسارته روسيا والهند لصالح الصّين. انكسر قلبُ هذا التّاجر العالميّ منذ العرض العسكريّ الهائل للصّين الذي جمع الرّئيس الروسيّ فلاديمير بوتن وأيضًا رئيس كوريا الشّمالية كيم جونغ أون في إشارة واضحة المعالم أنّ الرّئيس الأميركي يقول لهم إنّ هذا التّحالف أصبح عَلَنيًّا وإنّ انضمام الهند لهذا التّحالف يعني أنّ الرئيس ترامب يجهّز نفسه والولايات المتّحدة الأميركية لأيّة مواجهات مستقبليّة بين الطرفين. تضعُ الولايات المتّحدة الأميركية عبر استخباراتها الوطنيّة والتّقرير الاستخباراتيّ الوطني السنويّ الذي تتمّ دراسته في الكونغرس الصّين في المرتبة الأولى كمهدّد رئيسي للأمن القوميّ الأميركيّ.
في المقابل، كانت الولايات المتّحدة منشغلة سابقًا (أيْ منذ الثلاث سنوات الماضية) بحربها مع أوكرانيا وتسليح هذه الأخيرة مجّانًا من المخزون الاستراتجيّ في البنتاغون، ومنشغلة مع إسرائيل في تمويل ودعم الإبادة الجماعيّة في حقّ أطفال وشيوخ وأمّهات وآباء قطاع غزّة من خلال إرسال الأسلحة أسبوعيًا إلى إسرائيل، بحسب مصادر وزارة الدّفاع الأميركيّة، بينما كانت تجهّز الصّين ترسانتَها العسكريّة وتشاهد مع يحصل في العالم بصمتٍ عاملةً بجهدٍ وحنكةٍ للمستقبل.
يعلمُ جيّدًا دونالد ترامب أنّه بهذه التّحالفات ستكون الولايات المتّحدة أمام خطرٍ مصيريّ وستتغيّر فكرة الدّولة الأميركية العظمى المُتوارثة عبر الأجيال بسبب التّحالفات النّاشئة بشكل قويّ ومتراصّ وهدفُها
إنهاء هيمنة الأميركيّين والدّولار ومعهم حلف الناتو. ولمزيد من البراهين، في أنّ أميركا متّجهة نحو الحرب العالمية الثالثة، هو توقيع ترامب على قرار تنفيذ تغيير اسم وزارة الدّفاع لتُصبح “وزارة الحرب” الأميركية، وذلك في إشارة إلى أنّ الولايات المتّحدة الأميركية برئيسها تجهّز نفسها أمام عالمٍ متغيّر وأمام تكتّلات اقتصادية وعسكريّة ضخمة تتشكّل الآن في العَلَن.
إدمون بو داغر
