يا ضيعة الضّيعات!
أين أصبح مصير ضيعة الضّيعات مع الانتخابات البلديّة الجديدة، بعد أن تحوّل الاقتراع إلى شائبةٍ انتخابيّةٍ مفادها المال الانتخابيّ الّذي بات عنوانه شراء الضّمير بكلِّ وقاحةٍ منظورة!
بئس مصير اللّبنانيّين إزاء هذا الواقع المرير الّذي لا يمتّ بصلة لخدمة الإنسان والمجتمع، والسؤال اليوم إلى أين نحن نمضي في معظم البلدات والمدن اللّبنانيّة عندما يصبح الدولار هو الآمر والّناهي، فنراه يتحكّم في ضمائر البشر من دون إذنٍ ومن دون دستور، لذا فيا أيّها المُرتشي، هل تكفيك حفنة من المال لقاء بيع ضميرك تجاه بلدتك أو مدينتك؟ وأيضًا أين ضميرك الذي ستحمل ذنبه عندما تصطدم بلدتك أو مدينتك بالمجلس البلدي المنتخَب عن طريق المال؟! كيف ستتحمّل التّوقعات المقبلة وأنت مَن باع ضميرك بسوء نيّةٍ أو بحسنها.
فيا ضيعة الضّيعات، يا بيت شباب، أنت التي مُنحت مكانةً حضاريّة، واجتماعيّة، وصناعيّة، وثقافيّةً في لبنان والعالم، من فضلك اعذري من باع ضميره تجاهك في سبيل كرسيٍّ بلديٍّ أو في سبيل كرسيٍّ نيابيّ في القريب العاجل، فحضنك يا ضيعة الضّيعات أمام هذا الاهتراء المنطقيّ سيفتقد كثيرًا إلى أبنائك أصحاب الكفاءات لا أصحاب الدولارات.
للأسف الشّديد، فإنّ هدر الكرامات والاخلاق والكفاءات حوّل مسارنا الحياتيّ في وطننا الحبيب في معظم الأحيان إلى سلعةٍ تتلاعبها الاهواء الذّاتية، لكي يأخذ المال كلّ ما هو وطنيٌّ وإنسانيّ وأخلاقيّ وغير ذلك من الصّفات التي بتنا وإيّاها على مفترق طريق.
وفي النهاية لو هذا المال الانتخابيّ قد أُنفق على مراكز استشفائية، تساعد وتساند كلّ مريض، بالطّبع لكانت ضيعتنا ضيعة الضّيعات تعيش وتتعايش مع عرس قانا من جديد!
زمنٌ يرحل وزمنٌ يأتي… وفي النّهاية يا بيت شباب، يا بلدة الإنسان قبل الحجر.. لا تخافي.. ” ما بيصحّ إلا الصّحيح”!
صونيا الاشقر